وليام شكسبير
يعرف وليام شكسبير بأنّه شاعر وكاتب مسرحي إنجليزي، أُطلق عليه لقب الشاعر الوطني الإنجليزي، وقد احتلّ مكانةً بارزة في الأدب العالمي، حتى أنّ البعض وصفه بأنّه أبرز كاتب مسرحي مرّ في كل العصور، ويُشار إلى أنّ شكسبير قد امتاز بقوة إدراكه وفكره وشعريته الكبيرة، وقد وجّه طاقاته الفكرية نحو المواقف الإنسانية، من خلال بتعبير دقيق مُقنع ومُحفز للخيال من الصّعب نسيانه وتخطّيه.[١]
مولد شكسبير ونشأته
وُلِدَ وليام شكسبير في تاريخ 26-4-1564م في ستراتفورد، ويُشار إلى أنّه نجا من تفشّي مرض الطاعون في المنطقة في طفولته، وهو الابن الأكبر لجون شكسبير الذي كان تاجرًا بارزًا وزوجته ماري، وقد تلقّى شكسبير تعليمه في مدرسة قواعد لغوية مزدهرة في ستراتفورد، الأمر الذي ساهم في صقل شخصيته الأدبية.[٢]
العوامل التي شكلت هوية شكسبير
يُشار إلى أنّ وليام شكسبير قد تأثر بعدد من العوامل التي ساهمت في صقل شخصيته التي عُرِف بها، وهي على النحو الآتي:[٣]
- التعليم: يعد التعليم المصدر الحقيقي والجوهري لإنجازات شكسبير الأدبية، إذ كان أهمّ عامل سمح له بأن يصبح -إلى جانب أنّه شخص موهوب- كاتبًا.
- الدين: يُشار إلى أنّ الدين قد تغلغل في جوانب الحياة المختلفة في أوائل العصر الحديث، إلا أنّه لم يشكل خلفية لكتابات وليام شكسبير، لكنه كان البوتقة التي تولّدت فيها أعماله الدرامية.
- المكانة الاجتماعية: ارتبط تلقّي شكسبير للتعليم في المدرسة اللغوية بمكانته الاجتماعية، إذ توفّرت لديه بعض الإمكانيات والموارد التي ساهمت في دراسته وتلقيه التعليم، والتي لم تكن تتوفر لدى أبناء الطبقة الكادحة.
مشوار شكسبير المسرحي
يُذكر أنه في عام 1594م كان وليام شكسبير عضوًا مهمًا في شركة تمثيل تُدعى "رجال اللورد تشامبرلين"، والتي سميت لاحقًا "رجال الملك"؛ إذ إنّه تفرّغ للكتابة المسرحية لهذه الشركة، حتى أصبح كاتبًا مسرحيًا مُحترفًا وصنع له اسمًا مرموقًا في هذا المجال، الأمر الذي ساهم في زيادة ثروته، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ المعلومات التفصيلية عن مراحل حياته وعن البداية الحقيقة لحياته المهنية محدودة ولا تعطي سوى القليل من المؤشرات.[١]
خصائص أعمال شكسبير الأدبية
يُشار إلى أنّ أعمال شكسبير الأدبية تتسم بعدد من الخصائص والسمات، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٤]
- التعبير عن روح العصر والتأثر فيه.
- تصوير النفس البشرية وصراعها بين عالمها الداخلي والعالم الخارجي.
- القدرة على تصوير الشخصيات بكل معطياتها وأبعادها وكأنها تعيش بيننا في الواقع.
- إبراز عنصر الخيال بصورة واضحة في أعماله الأدبية.
- كثرة الصور والتشبيهات والاستعانة بعناصر الطبيعة.
- اللجوء إلى توظيف الرموز والأساطير في بعض الأعمال الأدبية.
أبرز أعمال شكسبير الأدبية
أنتج وليام شكسبير العديد من المؤلفات والأعمال الأدبية البارزة التي لاقت شهرة كبيرة، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي ذكره:
- مسرحية روميو وجولييت: تعد هذه المسرحية المأساة الأبدع والأكثر إثارة، عرض من خلالها قصة العاشقين "روميو وجولييت" اللذين كان مصيرهما في النهاية مأساويًا، وقد بدا ذلك واضحًا منذ البداية.[٥]
- مسرحية هاملت: في هذا العمل يحاول شكسبير إبراز العمل الثقافي للتراجيديا بجعل الموت النقطة المركزية في المسرحية؛ فجميع الأحداث فيها تدور حول الموت، وتبدأ المسرحية بوصف حالة الفَقْد، مما يُشكّل حدثًا شخصيًا لشخصية البطل (هاملت)، إذ يظهر شبح والده المتوفى الذي يكلّفه بالانتقام له من أخيه (كلوديوس) -عم هاملت-، ويُلاحظ أنّ شكسبير طوال المسرحية يعرض الموت من جانبين؛ جانب هاملت الابن المفجوع ومغزى الموت عنده أنّ الحياة بلا جدوى وبلا معنى، والجانب الآخر هو المتوفى نفسه.[٦]
- مسرحية عطيل: يعرض شكسبير في هذا العمل قصة القائد العسكري المغربي (عُطَيل)، الذي يهرب مع (ديدمونة) الأصغر منه بالعمر كثيرًا، ويُحاول من خلال الأحداث أن يُشير إلى أنّ زواج المرأة الفاضلة والناجحة قد لا يكفيها للحفاظ على سُمعتها، كما يأخذ شكسبير القارئ من خلال الخيال إلى مشاهد طبيعية غريبة ومغامرات عظيمة وأحداث مُثيرة، يوضح من خلالها الصراع بين الأشياء المتناقضة في إطار ما يُعرَف بالتراجيديا العائلية.[٧]
وفاة شكسبير
توفي وليام شكسبير في 23-4-1616م في ستراتفورد عن عمر يُناهز 52 عامًا، وقد استمرّت ذكراه في الأدب المسرحي؛ إذ ظلت مسرحياته مرجعًا مهمًا لمن بعده، وبقي حاضرًا حتى الآن.[١]
ولقراءة معلومات عن غيره من الأدباء: باولو كويلو، فكتور هوغو.
المراجع
- ^ أ ب ت "William-Shakespeare", britannica, Retrieved 25/7/2021. Edited.
- ↑ ديمبنا كالاهان، من هو وليام شكسبير حياته وأعماله، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ ديمبنا كالاهان، من هو وليام شكسبير حياته وأعماله، صفحة 28. بتصرّف.
- ↑ خيرة قداسي، سيكولوجية الشخصية الدرامية في مسرح شكسبير، صفحة 7-164. بتصرّف.
- ↑ ديمبنا كالاهان، من هو وليام شكسبير حياته وأعماله، صفحة 316. بتصرّف.
- ↑ ديمبنا كالاهان، من هو وليام شكسبير حياته وأعماله، صفحة 328. بتصرّف.
- ↑ ديمبنا كالاهان، من هو وليام شكسبير حياته وأعماله، صفحة 340. بتصرّف.