تحليل رواية نائب عزرائيل

تعد رواية نائب عزرائيل لمؤلفها المصري يوسف السباعي من الروايات الخيالية، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.^[١]

تحليل رواية نائب عزرائيل

وفقًا لما ورد عن الأستاذة ذكرى بن صالح في قراءتها لهذه الرواية حاول المؤلف يوسف السباعي أن يغير الصورة النمطية لملك الموت ويؤسس لصورة جديدة أساسها الحب، مُشيرًا بطريقة أو بأخرى إلى بعض السياقات التاريخية والثقافية والأيديولوجية، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:

العنوان

وفقًا لما ورد عن الأستاذة ذكرى بن صالح في قراءتها التحليلية لهذه الرواية فإنّ العنوان "نائب عزرائيل" يفتح أمام القارئ أُفقًا يمكّنه من الاستنتاج أنّ النص الذي سيقرؤه يعتمد على التناص؛ إذ إنّه يُثير تصورات موروثة نسجتها المخيلة الشعبية عن طبيعة ملك الموت عُزرائيل.

المكان

تدور الكثير من أحداث رواية "نائب عزرائيل" في أماكن غيبيّة تُلائم الفكرة التي يرد الكاتب طرحها، كالجنة، والنار، والسماء، وهي أماكن غير مرئية بالنسبة للناس، كما أنها تتصف بالعجائبية.^[٢]

الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية نائب عزرائيل بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:^[٣]

• عزرائيل: يعدّ الشخصية المحورية في الرواية، وقد وصفه الكاتب بأنّه كسول، وقد قام بخطأ في قبض الأرواح جعله غير مؤهل لهذه المهمة.
• يوسف: هو الرجل الذي قُبضت روحه بالخطأ من عزرائيل، ثم يصبح نائبًا عن عزرائيل في قبض الأرواح، لكن يتضح أنه غير مؤهل هو الآخر لهذه المهمة.
• المنادي: يمكن وصفه بأنه سكرتير عزرائيل، كان ينادي الأسماء الموجودة في القائمة، يشعر بالارتباك عندما يُدرك الخطأ الذي وقع مع يوسف.

الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية نائب عزرائيل بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:^[٣]

• زيزي: هي فتاة جميلة شعرها طويل يبدو أنها في الرابعة عشر من عمرها، كانت على رأس قائمة الأرواح المطلوب قبضها.
• المعلم حنفي وزوجته: كانا يتصفان بالغضب والعناد، الأمر الذي صعّب المهمة عند يوسف لإنقاذهما من الموت.
• جابر بيك كيراشو: هو صاحب أشهر مطاعم الكفتة في منطقته، كان مكتوبًا في القائمة أنه سيموت بسبب كثرة الأكل، لكن يوسف ينقذه.
• محمود أفندي الفنط: هو رجل همه في الحياة الأموال، كان مكتوبًا في القائمة أنه سيموت عندما تصدمه سيارة، لكن يوسف ينقذه.
• حسين قدري: هو شابّ غني يحب التمتع بالأمور الدنيوية وبأموال والده.

الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الأستاذة ذكرى بن صالح في قراءتها التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث في فضاء العالم العلوي، وهُناك يلتقي الراوي بعُزرائيل ويتفاجأ بشكله الذي لم يكن

يتصوّره؛ فقد بدا رجلًا وقورًا مهيب الطلعة، الأمر الذي جعله ينقل لعزرائيل ما يشيعه عنه أهل الأرض من صورة بشعة له.^[٤]

جعل الكاتب عُزرائيل يُخطئ في قبض الأرواح، وقد وقع هذا الخطأ لشخص اسمه يوسف، انتقل إلى الدار الآخرة بسبب تشابه اسمه مع اسم الشخص الذي كان من المُفترض أن يموت بدلًا منه، ويرتاح يوسف في الدار الآخرة ويرفض العودة إلى الحياة الدنيا بعد اكتشاف الخطأ بقبض روحه، ويرى أنّ عزرائيل قد أصبح خطرًا، فيتفق معه على أن ينوب عنه في بعض مهامه ووظائفه في قبض الأرواح.^[٤]

العقدة

في أثناء طريق يوسف بين السماء والأرض يتغير فكره ويُخالف تعليمات عزرائيل ولا يتقيد بقائمة الأسماء التي سيقبض أرواحها، وعندما يهبط إلى الأرض يتوجّه إلى الشاطئ لقبض الروح الأولى، فتهاجمها الأمواج وتُغرقها لكنّ يوسف يُنقذها من خلال إعارة جسد الآخر، وهذا ما يفعله يوسف مع سائر الأرواح المطلوب قبضها.^[٤]

الحل

يضبط عزرائيل يوسف متلبسًا بمخالفة أوامره ويقرر إعادة روحه إلى جسده في القبر، ويُصاب يوسف بالفزع الشديد من ذلك لأنه سيعود إلى الحياة، فيشعر عزرائيل بالأسف تجاهه لكن لا بدّ من إعادة روحه إلى جسده قبل أن يعرف سكان الآخرة خطأه، وفي النهاية يعده أنّه سيعود إليه مرة أخرى قريبًا ويأخذه إلى الآخرة، وتنتهي القصة بصعودهما إلى السماء مرة أخرى.^[٤]

السمات الفنية في رواية نائب عزرائيل

بعد قراءة رواية نائب عزرائيل يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:^[٥]

• بروز عنصر الخيال والعجائبية في الرواية، وذلك تبعًا لطبيعة موضوعها.
• حضور الموت بصورة كثيفة وتأثيره القوي.
• الاهتمام الواضح بالأمكنة الوارد ذكرها في الرواية.

ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الخيالية: رواية قواعد جارتين، رواية في ممر الفئران.