تعد رواية قنديل أم هاشم لمؤلفها المصري يحيى حقي من أشهر رواياته ومن أبرز علامات الروايات المعاصرة، حسب ما ورد عن الكاتب والباحث شاكر فريد حسن، وقد حازت هذه الرواية على اهتمام واضح من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال ثدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية قنديل أم هاشم

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث خالد الخضري في قراءته التحليلية لهذه الرواية عالج يحيى حقي فيها الصراع القائم بين الشرق والغرب وبين العلم والإيمان، وكل ما يتشكل من تمازج حضارتين، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يُحيل عنوان هذه الرواية القارئ إلى معارف قديمة جدًا احتفظ بها الإنسان ما زال يؤمن بها، وإلى تديّن شعبي قريب من قلوب الناس، وقد لجأ الكاتب إلى اختيار عنوان يُعبّر ذلك ليؤكد منذ البداية على فكرته ورؤيته التي سيطرحها في هذه الرواية، حسب ما ورد عن الباحث حاتم زكي في قراءته التحليلية لها.


المكان

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث خالد الخضري في قراءته التحليلية لهذه الرواية فقد درات الأحداث بصورة عامة في (مصر) و(أوروبا) التي سافر إليها البطل ليُكمل دراسته، وقد كانت مصر تمثل المجتمع الشرقي وأوروبا المجتمع الغربي، عكس الكاتب من خلالهما عنصر المثاقفة بين الشرق والغرب.


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية قنديل أم هاشم حول شخصية رئيسية محورية واحدة، حسب ما ورد عن الكاتب والباحث شاكر فريد حسن، وهي:

  • إسماعيل: هو شاب مصري ولد وترعرع في حي السيدة زينب، يسافر إلى أوروبا لدراسة طب العيون، وهناك يتعرف على الحضارة الغربية.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية قنديل أم هاشم بين عدد من الشخصيات الثانوية، حسب ما ورد عن الناقد الأدبي أحمد كريم بلال، منها:

  • فاطمة النبوية: هي ابنة عم إسماعيل، مصابة بمرض في العينين.
  • الحاج رجب: هو والد إسماعيل، يعمل تاجرًا ويسكن في حي السيدة زينب، بذل كل ما في وسعه لإرسال إسماعيل إلى أوروبا ليدرس الطب هناك.
  • ماري: هي فتاة يتعرف عيها إسماعيل في أوروبا، وهي من تعرفه بمباهج الحضارة الأوروبية.


الأحداث الرئيسية

حسب ما ورد عن الناقد الأدبي أحمد كريم بلال في قراءته التحليلية لهذه الرواية تدور أحداث القصة حول الشاب إسماعيل الذي عاش والده التاجر الحاج رجب في حي السيدة زينب، وكان يتمنى أن يكون ابنه طبيبًا مشهورًا، لكن ابنه الذي كان دائم التفوق في سنوات الدراسة لم يوفّق في الحصول على مجموع كبير يؤهله لدخول كلية الطب التي تمنى أبوه أن يلتحق بها، لذلك ضحى الأب بقُوت العائلة ليرسله إلى أوروبا ويدرس الطب هناك.


يسافر إسماعيل إلى أوروبا ويبقى هناك سبع سنوات، ويدرس طب العيون ويصبح ماهرًا لدرجة ينال بها إعجاب أساتذته جدًا، ويُجري الكثير من العمليات الصعبة بنجاح، كما يتعرف على (ماري) التي تعرِّفه بمباهج الحضارة الأوروبيّة ولذاتها المحرمة عليه في بلاده، ويكتشف أن هناك عالمًا غريبًا عن عالمه الشرقي، فتتغير نظرته إلى الحياة، وعندما يعود إلى بلاده يكتشف أن مجتمعه غارقٌ في الجهل والخرافة.


العقدة والحبكة

حسب ما ورد عن الباحث حاتم زكي في قراءته التحليلية لهذه الرواية مع عودة إسماعيل يتأجج الصراع في عالمه القديم، فقد عاد ليجد في انتظاره نوعًا من التحدي، إذ أُصيبت فاطمة ابنة عمه بالرّمد، وعولجت بزيت القنديل "المبارك"، فيثور إسماعيل ثورة عارمة ويقرر معالجتها حسب ما تعله في طب العيون، لكنه يفشل فتنهار ثقته في ما تلقّاه من علم، ليدخل في دوامة صراع وجودي وعزلة يصل من خلالها إلى اليقين بحتمية اقتران العلم المادي بالروحانيات.


الحل

حسب ما ورد عن الناقد الأدبي أحمد كريم بلال في قراءته التحليلية لهذه الرواية يعلن البطل إسماعيل محاولة الاندماج مع الخرافات التي يؤمن بها أهله، دون أن يهمل العلم، ويطلب كمية من الزيت ليستخدمه في علاج فاطمة، وينجح بالفعل في علاجها ويعود إليها بصرها، ثم يتزوج منها ويعيشا سويًا حياة سعيدة، ويفتتح إسماعيل عيادة طبيّة يخصصها لعلاج الفقراء والبسطاء، ولا يتقاضى منهم أجرًا كبيرًا، فيكتسب حب الناس شيئًا فشيئًا.


السمات الفنية في رواية قنديل أم هاشم

بعد قراءة رواية قنديل أم هاشم يُلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، حسب ما ورد عن الكاتب والباحث شاكر فريد حسن في قراءته لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • الجمع بين جمال الصياغة وجمال الفكرة التي طرحها الكاتب.
  • القدرة على الإيحاء والتجسيد والتأثير في نفس المتلقي.
  • استخدام لغة قصصية مميزة في إيقاعها وتراكيبها.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الجميلة: رواية نائب في الأرياف، رواية شيء من الخوف.