تعد رواية قلب الظلام لمؤلفها الإنجليزي البولندي جوزيف كونراد من روايات الحداثة التي يمكن قراءتها على مستويات متعددة، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]
تحليل رواية قلب الظلام
يُذكر أنّ جوزيف كونراد في روايته هذه يحاول أن يمثل صراع إرادة الإنسان مع الطبيعة ومدى ثباته عندما يصطدم بالشر الكامن عند الإنسان الآخر، مُدينًا بطريقة أو بأخرى الاستعمار، وقد قدّم ذلك من خلال رحلة بطل الرواية إلى الكونغو وتجاربه التي مرّ بها،[٢] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
يُشار إلى أنّ الكاتب في روايته "قلب الظلام" قد مهّد للفكرة التي يريد طرحها فيها منذ البداية؛ فقد جاء العنوان مُشيرًا إلى السوداوية أو الظلمة التي أراد أن يُضفيها الكاتب على عالمه الروائي، وكأننا في قلب الظلام أينما توجهنا.[٣]
المكان
تدور أحداث رواية "قلب الظلام" بين (بريطانيا) تحديدًا عند نهر التايمز وإفريقيا تحديدًا عند نهر الكونغو، ويُشار إلى أنّ المكان في هذه الرواية يعد عنصرًا إيجابيًا يُضفي عليها مجموعة من الدلالات والإيحاءات.[٢]
الشخصيات الرئيسية
تدور أحداث رواية قلب الظلام بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[٣]
- مارلو: هو الراوي الرئيس للأحداث في الرواية، قبطان أوروبي يستمد معرفته عن الآخر من خلال رحلاته وتنقلاته.
- كورتز: في القسم الأول من الرواية يكون كورتز شخصًا مجهولًا وعظيمًا بالنسبة لمارلو، ويظهر كورتز بأنه شخص يحمل رسالة مهمة للناس.
الشخصيات الثانوية
تدور أحداث رواية قلب الظلام بين عدد من الشخصيات الثانوية، وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث محمد عبد الكريم يوسف في قراءته النقدية لهذه الرواية، وهي:
- عمال الشركة.
- سكان إفريقيا.
- بعض الأشخاص الأوروبيين.
الأحداث الرئيسية
يحكي الكاتب في هذه الرواية قصة البحّار مارلو الذي جاءته الفرصة للعمل كقبطان على مركب نيللي التابع لشركة العاج في رحلة إلى الكونغو، وقد كانت مهمة مارلو الوصول إلى كورتز الذي سمع عنه كثيرًا، فقد كان شخصًا مجهولًا وعظيمًا بالنسبة له.[٢]
العقدة
وفقًا لما ورد عن الكاتب والناقد عبد الله إبراهيم في قراءته التحليلية لهذه الرواية يصل مارلو إلى المحطة الأولى ويجد أن زورقه محطم القاع، فيبقى مدة زمنية أطول لإصلاحه، وفي أثناء ذلك تتضح لديه أحوال الناس على ضفتي النهر، وتبدأ شخصية كورتز تتكشف شيئًا فشيئًا لدى القارئ.[٢]
الحل
عندما بلغ مارلو مقرّ شركة العاج تكشّفت له الجوانب المتناقضة لشخصية كورتز، وعندما يصل إليه يجده يحتضر، وتدهشه الطقوس والمراسم التي كانت تُقام له لدرجة أنه لا يستطيع نقلها.[٢]
السمات الفنية في رواية قلب الظلام
بعد قراءة رواية قلب الظلام يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث رامي أبو شهاب في قراءته التحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
- تقديم وعي عميق باللغة والإيحالات التي تنشط في المتن السردي.
- استخدام لغة مكثفة تحتشد بقدرات اختزالية.
- نهوض التكوين الخطابي في النص على مفردات الرعب.
- إبراز صورة شديدة العمق لسطوة المكان أو الطبيعة.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الجميلة في مجالات متنوعة: رواية سراب عفان، رواية اسمي سلمى.
المراجع
- ↑ صادق عباس الطريحي، البنية السردية وإنتاج الدلالة في رواية قلب الظلام، صفحة 1. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج صادق عباس الطريحي، البنية السردية وإنتاج الدلالة في رواية قلب الظلام، صفحة 3. بتصرّف.
- ^ أ ب صادق عباس الطريحي، البنية السردية وإنتاج الدلالة في رواية قلب الظلام، صفحة 6. بتصرّف.
