تعدّ رواية صقيع للكاتب والمؤلف الأردني محمد سناجلة من الروايات الرقمية التي تُقرأ على شاشة الحاسوب، بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لها، لذا قدمنا لكم في هذا المقال تحليلًا لها.


تحليل رواية صقيع

استعان الكاتب محمد سناجلة بالتكنولوجيا لإنجاز هذه الرواية ليرسم بالكلمة والصورة المعاناة النفسية التي كان يعيشها البطل بتفاصيلها، الأمر الذي جعل القارئ يظنّ أنها حياة لها أبعادها الممتدة في الزمان والمكان،[١] وللتوضيح أكثر حول الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

جاء عنوان الرواية "صقيع" مختزلًا بكلمة واحدة موافقة للمشاهد والمؤثرات الصوتية التي ضمنها الكاتب في روايته، فجاءت مجموعة المقاطع مؤكدة لدلالته، مما يُعطي القارئ إحساسًا بأنه داخل عالم الرواية ويعيش أجواءها.[٢]


المكان

اتخذ الكاتب محمد سناجلة من غرفة البطل داخل المنزل فضاءً يسرد فيه أحداث روايته "صقيع"، وهي مكان مغلق يعبّر عن الحالة النفسية التي كان يعيشها بطل الرواية.[٢]


الشخصيات الرئيسية والثانوية

بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لهذه الرواية لم يرد ذكر صريح لأسماء الشخصيات الرئيسية أو الثانوية وصفاتها وأبعادها، بل ظهرت صورة البطل من خلال المقاطع المرئية التي بُنيت عليها الرواية، ومن خلال السرد ذُكِرَت بعض الشخصيات التي كان البطل يستذكرها أو يتعامل معها، مثل: الأم، والزوجة.[١]


الأحداث الرئيسية

تبدأ الرواية مع أصوات الرعد والعواصف وتساقط الأمطار والثلوج في ليلة شديدة البرودة وحالكة الظلام، تظهر معها صورة شخص يجلس وحيدًا في غرفته تبدو عليه ملامح التوتر والخوف والضياع، يعيش في عتمة المكان التي وضّحتها ألوان الصورة، ومن هنا تبدأ الحكاية الموزّعة عبر روابط رقمية تتضمن قصيدة أو مشهدًا سينمائيًا أو موسيقى شكّلت جزءًا من كينونة النص، يصور الكاتب من خلالها المعاناة النفسية التي يحياها البطل وبنيته الجسدية الضعيفة.[٢]


العقدة

يبدو البطل في حالة نفسية غير سليمة نتيجة علاقته غير المستقرة مع زوجته، ويكون بحاجة ماسّة إلى الحنان، فيتذكر أمه ويذهب به الحنين إلى قصيدة تتحول إلى ملاذه من الحالة التي يعيشها.[١]


الحل

يُحيل الكاتب القارئ إلى مشهد البطل وهو نائم غارق في نوم عميق تمتد إليه يد لتُوقظه، وهي يد زوجته تدعوه للنهوض لكنه يرفض ويطلب منها إشعال المدفأة، فتفتح الزوجة النافذة لتظهر أجواء مغايرة تمامًا لما هو داخل البيت، فالشهر هو أغسطس والشمس حارقة، وزوجها غارق في صقيع خوفه وضياعه.[١]


السمات الفنية في رواية صقيع

اتسمت رواية صقيع بعدد من الخصائص والسمات الفنية بوصفها رواية رقمية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٢]

  • توظيف زمن رقمي في الرواية يحمل أبعادًا تتجاوز الزمن الطبيعي.
  • تحميل المشاهد المرئية والمؤثرات الصوتية الواردة في الرواية العديد من الأبعاد الدلالية.
  • توظيف عدة تقنيات في إخراج الرواية تساهم في التأثير في القارئ.
  • حركية السرد في هذا العمل الأدبي.
  • حضور الصورة بكثرة في الرواية لأنها أكثر سرعة وواقعية في تصوير حالة البطل.
  • تقطيع النص إلى مقاطع معينة وفقًا لمعايير محددة.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الرقمية: رواية شات.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث سومية معمري، الأدب الرقمي بين المفهوم والتأسيس مقاربة في تقنيات السرد الرقمي، صفحة 180. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث سومية معمري، الأدب الرقمي بين المفهوم والتأسيس مقاربة في تقنيات السرد الرقمي، صفحة 175. بتصرّف.