تعد رواية شات لمؤلفها الأردني محمد سناجلة من الروايات الرقمية المُعدّة للقراءة على شاشة الحاسوب من خلال برنامج فلاش ماكروميديا، وفقًا لما ورد عن الكاتبة والناقدة سمر الديوب في قراءتها التحليلية لها، وقد حازت هذه الرواية على اهتمام واضح من القراء وشغلت حيزًا من دراسات النقاد والدارسين، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية شات

حاول الكاتب محمد سناجلة في روايته هذه التعبير عن غربة الإنسان في العصر الرقمي وعصر العولمة وتنكّر الحياة الواقعية له، وكيف أنّ ذلك ينعكس حتى على العالم الافتراضي الذي يكون وهمًا ويتلاشى،[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الكاتبة والناقدة سمر الديوب في قراءتها التحليلية لهذه الرواية جاءت عتبة النص في هذه الرواية الرقمية "شات" بشكل متحرك يُوحي برقميتها وجنسها الفني الجديد؛ فلفظ "الشات" درج استخدامه في عالم الإنترنت، الأمر الذي يجعل القارئ يشعر منذ البداية أنه أمام عمل روائي مختلف يدور موضوعه حول الكشف عن هموم جديدة ظهرت نتيجة استخدام الشبكة العنكبوتية.


المكان

وفقًا لما ورد عن الكاتبة والناقدة سمر الديوب في قراءتها التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث بين العالمين الحقيقي والافتراضي، ويتمثل الواقع الحقيقي بصحراء سلطنة عمان، ثم ينتقل البطل من الواقع الحقيقي إلى كينونته الرقمية ويعيش في واقع افتراضي.


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية شات بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[١]

  • نزار.
  • منال.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية شات بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[١]

  • العمال الذين يعملون في الشركة.
  • نيو.
  • جيفارا.
  • ليليان.


الأحداث الرئيسية

تدور أحداث الرواية بين عالمين أحدهما واقعي يعيشه البطل في ظروف قاسية على المستوين الاجتماعي والنفسي؛ إذ يعاني نزار من الوحدة نتيجة انفصاله عن زوجته التي أحبها في الماضي، لكن أسباب كثيرة جعلته يتركها، ويعد هذا الحدث سببًا في دخوله حالة الفراغ التي أنقذه منها العالم الافتراضي الذي كان أكثر تحررًا بالنسبة له، وبالرغم من أبعاده المنفتحة إلا أنه يعد قاسيًا بالنسبة لنزار في مستوى آخر، وينطلق في قصته من عمله الممل والكئيب والفراغ الذي يعيشه، ويومياته المتشابهة سواء في العمل أو في غرفته الجاهزة مع بقية العمال.[١]


يتلقى نزار رسالة نصية على هاتفه من شخص لا يعرفه (منال)، وتكون الرسالة في الأصل موجهة لشخص اسمه نزار، فيدخل مع منال الافتراضية في قصة تعارف بالرغم من أنّه حاول التهرب لأنه لا يحبّ تقمص دور رجل آخر، ويبدأ نزار رحلته في العالم الافتراضي ويذهب إلى مقهى الإنترنت الذي يساعده صاحبه في إنشاء بريد إلكتروني، ويدخل إلى الماسنجر وياهو ليُخبر منال أنه ليس هو نزار الذي تبحث عنه، فيضطر لمحادثتها هاتفيًا لتتأكد أنه ليس هو.[١]


العقدة

بعد الاتصال بمنال يتورط نزار معها أكثر ويداخل في المحادثات الجماعية، بعد ذلك يُنشئ غرفة محادثة خاصة به اسمها "مملكة العشاق، وطن الحب والحرية، ويبدأ الصراع بين الأعضاء ويُطلب إجراء انتخابات حول بقاء المملكة أو تحويلها إلى جمهورية، كما يُفصل نزار من عمله ولا يهتم لذلك.[١]


الحل

يشتري نزار مقهى الإنترنت، وتُجرى الانتخابات ويفوز هو بها وتبقى مملكة العشاق، لكن ذلك لا يدوم وتعمّ الفوضى في المملكة، ويضطر نزار إلى إعلان إغلاق دولته إلى الأبد.[١]


السمات الفنية في رواية شات

يلاحظ بعد قراءة رواية شات أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية بوصفها رواية رقمية، وفقًا لما ورد عن الكاتبة والناقدة سمر الديوب في قراءتها التحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • المتعة البصرية الحركية لهذه الرواية الرقمية.
  • استخدام لغتين في هذه الرواية؛ لغة ترسم معالم الشخصية في عزلتها، وهي أقرب إلى لغة الرواية الورقية التقليدية، ولغة تُشكّل معاني حياة البطل في العالم الافتراضي، تستدعي وجود أدوات ورموز خاصة.
  • إدارة الحوار باللغة الفصحى في بعض الأحيان، واللغة العامية في أحيان أخرى.
  • التركيز على فكرة الحداثة.
  • القدرة على إشعار القارئ بمتعة سمعية وبصرية وذهنية.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الرقمية: رواية صقيع.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ قريرة حمزة، الرواية التفاعلية الرقمية العربية قراءة في رواية شات، صفحة 8. بتصرّف.