تندرج رواية يوميات سراب عفان لمؤلفها الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا تحت ما يسمى رواية اليوميات، وهي رواية عن رواية، حسب ما ورد عن الأستاذة سوسن البياتي والباحثة أماني أبو رحمة في قراءتهما التحليلية لها، وقد لاقت هذه الرواية اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.
تحليل رواية يوميات سراب عفان
يُشار إلى أنّ المؤلف جبرا إبراهيم جبرا في روايته هذه حاول إبراز فكرتي "النسبيّ" الذي يقيّد الذات، و"المُطلق" الذي يحررها ويطهرها، وقد عالج هذين الجانبين الفلسفيين روائيًا،[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
وفقًا لما ورد عن الأستاذ والناقد يوسف حطيني في قراءته التحليلية لهذه الرواية فقد مهّد المؤلف منذ البداية إلى المسار الحكائي فيها؛ فالسراب هو وهم لا يمكن القبض عليه، لذا جاء العنوان مدلًلا على طبيعة العلاقة بين بطلي الرواية ثدّمها الكاتب من خلال اليوميات.
المكان
وفقًا لما ورد عن الأستاذ والناقد يوسف حطيني والباحثة أماني أبو رحمة في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية فإنها رواية الأماكن المفتوحة، وقد جاء ذلك مناسبًا لطبيعة الشخصيات الواردة فيها، وللبطلة سراب علاقة خاصة بالمكان المفتوح رصدتها من خلال يومياتها، وقد تراوتحت الأحداث بين بغداد وباريس، وقد شكلت مدينة باريس محطة مهمة من محطات أبطال الرواية.
الشخصيات الرئيسية
تدور أحداث رواية يوميات سراب عفان بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وفقًا لما ورد عن الكاتبة والباحثة أماني أبو رحمة في قراءتها التحليلية لهذه الرواية، وهي:
- سراب عفان/ رندة الجوزي: هي بطلة الرواية فتاة في أواخر العشرينيات من عمرها عراقية من أصول فلسطينية، تحب قراءة روايات كاتب اسمه نائل عمران، وقد كانت تستغل أوقات فراغها في كتابة رواية خاصة بها تتخيل فيها لقاءها بالكاتب نائل.
- نائل عمران: هو كاتب روائي ورجل قانون، يقع في علاقة حب مع سراب عفان، وتمرّ علاقته معها بالعديد من المنعطفات.
الشخصيات الثانوية
تدور أحداث رواية يوميات سراب عفان بين عدد من الشخصيات الثانوية، حسب ما ورد عن الأستاذ والناقد يوسف حطيني في قراءته التحليلية لهذه الرواية، وهي:
- عبد الله الرامي.
- الهادي.
- سهام.
- طلال الصالح.
الأحداث الرئيسية
وفقًا لما ورد عن الأستاذ والناقد يوسف حطيني في قراءته التحليلية لهذه الرواية يحكي المؤلف فيها قصة حب بين سراب التي تعيش ربيع عمرها ونائل عمران الذي حوّلت سراب خريف عمره ربيعًا، وقد كانت سراب فتاة مثقفة تشتري روايات لنائل عمران وتقرؤها، وقد أعجبت كثيرًا بروايته "الدخول في المرايا"، وبدأت بكتابة يومياتها تحت اسم رندة الجوزي، وتبني الحكاية فيها عن تطور علاقتها بنائل عمران، ثمّ يتحول الخيال إلى حقيقة وتلتقي سراب مع عمران، ويعيشان معًا قصة حبّ، وتُنشئ علاقتها به مرة باسم سراب ومرة باسم رندة الجوزي.
العقدة
وفقًا لما ورد عن الأستاذ والناقد يوسف حطيني في قراءته التحليلية لهذه الرواية تُلغي سراب أثر رندة من حياة نائل وتقرر الكشف عن خدعتها، وتلتقي صديقًا من أصدقاء نائل وتُرتّب معه أمر رحيلها إلى أوروبا وانضمامها إلى أحد التنظيمات الفلسطينية، وقد أبلغت نائل بطريقة غامضة عن ذلك القرار.
الحل
وفقًا لما ورد عن الأستاذ والناقد يوسف حطيني في قراءته التحليلية لهذه الرواية يسافر نائل إلى فرنسا بعد أشهر من اختفاء سراب ليشارك في مؤتمر، ويشاهدها في إحدى مكتبات باريس، ويكون هذا اللقاء بداية وداع جديد بينهما، ويغادر نائل عمران باريس تاركًا وهمَ سراب الحاضرة أمام عينيه ليعود إلى حقيقة زوجته سهام التي غيّبها الموت، متأهبًا ربّما لوهمٍ جديد يُخرجه من دائرته المغلقة.
السمات الفنية في رواية يوميات سراب عفان
بعد قراءة رواية يوميات سراب عفان يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[١]
- تجاوز آليات السرد التقليدية الجامدة.
- خصوبة الأفكار والبُعد الثقافي العميق في الرواية.
- رسم شخصيات قادرة على التعبير عن الفكرة التي يريد الكاتب طرحها في الرواية.
- تميّزها بالحس التأملي والبُعد الفلسفي.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الجميلة: رواية مملكة الفراشة، رواية فوضى الحواس.
المراجع
- ^ أ ب بهاء بن نوار، الإشكالي في رواية.pdf البعد الإشكالي في رواية يوميات سراب عفان، صفحة 1. بتصرّف.