تعد رواية رمل الماية لمؤلفها الجزائري واسيني الأعرج من الروايات التاريخية تمزج بين الواقعي والمتخيل، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]
تحليل رواية رمل الماية
ضمن المؤلف واسيني الأعرج في روايته هذه حكاية "ألف ليلة وليلة" أنتج من خلالها حكاية جديدة موظفًا أجواءها ومستحضرًا بطلها الذي أسقطه على بطل روايته هذه،[٢] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
يعد عنوان هذه الرواية "رمل الماية" مستوحى من إيقاع موسيقي أندلسي اسمه "نوبة رمل الماية"، ويمكن أن يكون الكاتب قد اختار هذا العنوان بهدف الحفاظ على الإرث الأندلسي، وللدلالة الرمزية التي يتمكّن من خلاها التعبير عن الفكرة التي يريد طرحها في الرواية.[٣]
المكان
ضمن الكاتب في روايته هذه حضورًا واضحًا لعنصر المكان، وقد جرت الأحداث في مدينة غرناطة بوصفها إطارًا عامًا لمعظم أحداث الرواية، ويمكن توزيع الأماكن الوارد ذكرها بصورة عامة إلى أماكن مفتوحة (مثل البحر) وأخرى مغلقة (مثل الكهف).[٤]
الشخصيات الرئيسية
تدور أحداث رواية رمل الماية بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[٥]
- البشير الموريسكي: هو بطل الرواية، كان يجهل حقيقة أمره فأراد أن يعرف سبب دخوله الكهف ونومه فيه، لكنه يجد ذاكرته متعبة، وقد كانت وظيفته في الرواية أن يحكي الفاجعة التي حدثت في الليلة السابعة بعد الألف.
- دنيازاد: هي الراوية لحكاية البشير الموريسكي، وقد وضعها الكاتب بديلًا للسرد وكأنها دنيازاد من كتبت الأحداث.
الشخصيات الثانوية
تدور أحداث رواية رمل الماية بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٥]
- أبو ذر الغفاري.
- عثمان بن عفان.
- معاوية بن أبي سفيان.
- الحلاج الصوفي.
- ابن رشد.
- شهريار بن المقتدر.
الأحداث الرئيسية
يحكي الكاتب في هذه الرواية فاجعـة الليلة السابعة بعـد الألـف "أحـداث السـقوط في التـاريخ العـربي"، والتي تبـدأ زمن الخليفـة عثمان بن عفـان وأبي ذر الغفاري وتنتهي في العصر الحديث زمن "بني كلبون" على البلاد، بالإضافة إلى سرد أحداث سقوط غرناطة، والتعـذيب الـذي تعـرض له الناس على يـد محاكم التفتـيش في الأندلس بعد سقوط الحكم العربي فيها.[٦]
العقدة
تتمثل الفاجعة بالعاصفة التي اجتاحت القصر وأبادته حيث بدأت من الحاكم الرابع عثمان بن عفان عندما رفض الخضوع إلى محاكم التفتيش، ويجد البشير المريسكي نفسه داخل جملكية الحاكم، وقد تم رميه في الصحراء يقاسي أنواع العذاب، ثم اقتياده إلى المحكمة.[٧]
الحل
في اليوم السابع من سجن الموريسكي يحضر إليه سبعة ملثمين معهم كلب أليف، يأخذونه باتجاه الكهف ويطلبون منه أن ينام فيه، فيظلّ فيه أكثر من ثلاثة قرون، وعندما يستيقظ
ويخرج من الكهف يظنّ أنه بقي فيه مدة قصيرة، فيأخذه الراعي إلى المدينة التي هرب منها التي يحكمها الملك شهريار، ويلتقي عبد الرحمن المجدوب، وهو أول من عرف حقيقة البشير الموريسكي بعد أن صحّح له أحداث القصة التي حدثت معه.[٧]
السمات الفنية في رواية رمل الماية
بعد قراءة رواية رمل الماية يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٢]
- انفتاح الرواية على عدد من الرواة، الأمر الذي أدى إلى تنوع مستوياتها السردية.
- تحويل بعض الشخصيات التاريخية إلى شخصيات روائية ودفعها إلى الحوار.
- بروز جملة من العلاقات الضدية في الرواية، مثل الواقعي والمتخيل، الذاتي والموضوعي.
- تضمين الرواية عدة أشكال تعبيرية.
- تجاوز الطريقة الكلاسيكية المعتمدة في السرد.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التاريخية: رواية رادوبيس، رواية ليل علي بابا الحزين.
المراجع
- ↑ إبراهيم بن طيبة، توظيف التاريخ في الرواية الجزائرية، صفحة 7. بتصرّف.
- ^ أ ب حفصة صديقي، والمتخيل في رواية رمل الماية لواسيني الأعرج.PDF?sequence=1&isAllowed=y الواقع والمتخيل في رواية رمل الماية، صفحة 62. بتصرّف.
- ↑ حسني مليطات، Mlitat_0.pdf رواية البيت الأندلسي لواسيني الأعرج، صفحة 63. بتصرّف.
- ↑ حفصة صديقي، والمتخيل في رواية رمل الماية لواسيني الأعرج.PDF?sequence=1&isAllowed=y الواقع والمتخيل في رواية رمل الماية، صفحة 44. بتصرّف.
- ^ أ ب حفصة صديقي، والمتخيل في رواية رمل الماية لواسيني الأعرج.PDF?sequence=1&isAllowed=y الواقع والمتخيل في رواية رمل الماية، صفحة 40. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم بن طيبة، توظيف التاريخ في الرواية الجزائرية، صفحة 7. بتصرّف.
- ^ أ ب حفصة صديقي، والمتخيل في رواية رمل الماية لواسيني الأعرج.PDF?sequence=1&isAllowed=y الواقع والمتخيل في رواية رمل الماية، صفحة 36. بتصرّف.
