تُعدّ رواية ذات فقد لمؤلفتها السعودية أثير عبد الله النشمي من الروايات التي تقدّم نظرة على جانب من الواقع وعلى النفس الإنسانية، وقد حازت على اهتمام واضح من القراء وشغلت حيزًا من دراسات النقاد والدارسين، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]
تحليل رواية ذات فقد
قدّمت أثير عبد الله النشمي في هذه الرواية معاناة امرأة وتجربتها في الحياة والموت في المدينة التي تعيش فيها، كاشفةً الكثير من المعاني والأسرار المرتبطة بها،[٢] ولتوضيح الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث ممدوح فراج النابي في قراءته لهذه الرواية فقد جاء عنوانها مُمهّدًا ومُضيرًا إلى الفقد الذي سيُهيمن على النص بصورتيه الفقد المادي والفقد المعنوي، والذي ستعيشه البطلة وتعاني منه في مراحل متعددة من حياتها.
المكان
يدور جزء كبير من أحداث رواية "ذات فقد" في مدينة (الرياض) التي تنتمي إليها البطلة ولها حضور في ماضيها وحاضرها، كما ذُكرت مدينة (بيروت) التي التقت فيها البطلة مع البطل، إلى جانب ذكر (اليونان) التي قضت فيها شهر العسل، وبصورة عامة تقسم الأماكن الوارد ذكرها إلى أماكن مفتوحة (مثل المُدن والطريق) وأخرى مغلقة مثل (البيت والغرفة).[٣]
الشخصيات الرئيسية
تدور الأحداث في رواية ذات فقد بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[٢]
- ياسمين: هي بطلة الرواية والعنصر الرئيس فيها، فتاة في ريعان شبابها، تربت في أسرة سعيدة مع أمها وأبيها وشقيقتيها، إلا أن سعادتها لم تدم طويلًا.
- مالك: هو شابّ التقت به ياسمين في مدينة بيروت
الشخصيات الثانوية
تدور الأحداث في رواية ذات فقد بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٢]
- الطفل نهار.
- والدة ياسمين.
- شقيقتا ياسمين.
الأحداث الرئيسية
تحكي الكاتبة في هذه الرواية قصة الفتاة ياسمين التي كانت تعيش مع أسرتها بحب وسعادة، لكن تتغير أحوالها بعد وفاة والدها في حادث سير لتدخل في حالة من الفقد والتّيه، الأمر الذي دفعها إلى العزوف عن الزواج إن لم تجد رجلًا كأبيها، وقد كانت ترى أنّ الفتاة التي تعيش من غير أب تُعاني في حياتها وتتعرض للظلم، فتصف حياتها هي وأمها وشقيقتيها بعد وفاة الوالد.[٢]
تقضي ياسمين الإجازة الشتوية في بيروت، وهناك تلتقي بمالك وتتعرف عليه وتتعلق به، فتُسلّم ياسمين له حياتها وتتحدّى من حولها من أجل الزواج به، وبالفعل يتزوجا ويعيشا حياة طبيعية حتى تتكشف ياسمين ما يُعكّ صفو حياتها.[٢]
العقدة
تكتشف ياسمين خيانات متكررة من مالك ولا تُفصح عنها لأحد، وتقرر تركه بعد عودته من السفر، لكن تكتشف أنها حامل وتمتنع عن قرارها بترك مالك على أمل أن تتغير طباعه.[٢]
الحل
لم يتغير مالك بعد إنجاب الطفل نهار الذي أصبح لياسمين حياتها وسعادتها، وقررت التعايش مع وضعها من أجله، لكن مع استمرار الوضع وتكرار الخيانات تواجه ياسمين مالك، وفي أثناء مواجهتهما يكتشفان أنّ نهار قد غَرِق في مسبح المنزل، ليعود شبح الموت ويُحيط بياسمين من جديد.[٢]
السمات الفنية في رواية ذات فقد
بعد قراءة رواية ذات فقد يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[١]
- وضوح عنصر الزمان في الرواية أكثر من عنصر المكان؛ فلم يأتِ التركيز على الأمكنة بقدر التركيز على الأحداث الواقعة فيها.
- استخدام لغة صافية مرنة وتعابير جاء فيها الوصف والحوار والسرد.
- تحرّك الرواية عبر زمانيين؛ الزمن الحاضر والزمن الماضي.
- الاعتماد بصورة رئيسية على تقنية الاسترجاع.
- الحضور الوافر للمشاهد الحوارية في الرواية.
- جعل نهاية الرواية مفتوحة لفتح باب التخيّل أمام القارئ.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات المتنوعة: رواية كبرياء وهوى، رواية إني راحلة.
المراجع
- ^ أ ب زينب طاهري، البنية الزمانية والمكانية في رواية ذات فقد، صفحة 92. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ زينب طاهري، البنية الزمانية والمكانية في رواية ذات فقد، صفحة 97. بتصرّف.
- ↑ زيتب طاهري، البنية الزمانية والمكانية في رواية ذات فقد، صفحة 75. بتصرّف.
