تحليل رواية دمية النار

تعد رواية دمية النار لمؤلفها لجزائري بشير مفتي من الروايات الواقعية المعاصرة، وفقًا لما ورد عن الدكتور حسين خالفي في قراءته التحليلية لها، وقد شغلت هذه الرواية حيزًا من دراسات النقاد والدارسين وحازت على اهتمام واضح من القراء، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.

تحليل رواية دمية النار

يُشير الكاتب بشير مفتي في روايته هذه إلى الواقع الجزائري في مرحلة السبعينيات والظروف الاجتماعية والثقافية آنذاك، مدللًا عليها على شكل سيرة ذاتية،^[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:

العنوان

وفقًا لما ورد عن الدكتور حسين خالفي في تحليله لبنية المأساة في هذه الرواية يكشف العنوان "دمية النار" عن مأساوية أحداث الرواية؛ فالدمية ليست مجرّد شكل إبداعي أو لغة للفن، بل هي أيضًا موضوع للفن تطرح تساؤلات عديدة في نفس القارئ، والنار هذه ستحرق كل من يواجهها، لذا جاء العنوان معبرًا عما ستؤول إليه حالة البطل في الرواية.

المكان

تدور أحداث رواية دمية النار ضمن الإطار العام في الجزائر العاصمة، وقد تنقّلت الشخصيات في هذا المكان نتيجة للضغوطات والكبت الذي تعاني منه، وتقسم الأماكن الواردة فيه إلى أماكن مفتوحة (مثل الأحياء والشوارع) وأخرى مغلقة (مثل المقهى والمطعم).^[٢]

الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية دمية النار حول شخصية رئيسية محورية واحدة، وهي:^[٣]

• رضا شاوش: هو بطل الرواية والشخصية المحورية فيها، حاول أن يوصل آلام الشخصيات الأخرى وآمالها وعلاقته بها.

الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية دمية النار بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:^[٣]

• والد رضا شاوش: هو شخصية عنيفة يهابها الجميع، كان يعمل في السجن، وقد مات منتحرًا وهو في الرابعة والخمسين من عمره.
• والدة رضا شاوش: تتصف بأنها حنونة ورقسقة، حاولت حماية أولادها نفسيًا من تصرفات زوجها.
• أحمد: هو الأخ الأكبر لرضا، كان يضحي بنفسه من أجل عائلته، وقد استلم وظيفة والده في السجن من بعده.
• رانية مسعودي: هي الفتاة التي أحبها رضا منذ الصغر، لكنها تكبره بثلاثة أعوام وتحب شخصًا آخر.
• كريم: هو شقيق رانية، كان متشددًا متعصبًا، لكن سلوكه يتغير بعد دخوله إلى السجن وتعرفه على الشيخ أسامة.
• عمي العربي: كان بمثابة الأب الروحي والمُرشد لرضا شاوش، فقد كان يؤمن بقِيَمه وآرائه ويلجأ إليه ليبوح بأسراره.
• عدنان: هو صديق رضا شاوش، كان يدرس بجدّ لاقتناعه بعدم وجود أحد سيساعده سوى تحصيله العلمي.
• معلمة رضا شاوش: هي امرأة أنيقة وودودة وهادئة، كانت دائمًا ما تشجع على قراءة الكتب.
• سعيد بن عزوز: هو زميل رضا في الدراسة، كان يشعر بالغيرة من رضا لأنه أذكى منه.
• الشيخ أسامة: هو رجل متدين يدخل السجن، كان يجمع حوله الشباب في السجن ويحثهم على تقوية العقيدة والسير على الطريق المستقيم.
• الرجل السمين: هو الذي درّب رضا وصعد به إلى عالم الجريمة، فكان المؤثر في انزلاقه نحو الهاوية.

الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الأستاذ والناقد يوسف العايب في قراءته التحليلية لهذه الرواية وتفاصيلها يحكي الكاتب قصة لقاء مؤثر بينه وبين رضا شاوش صاحب الشخصية الغامضة، والذي يسلم الكاتب مخطوطًا لسيرة حياته طالبًا منه نشره ونسبته لنفسه، إذ يروي البطل رضا شاوش سيرته الذاتية التي سعى فيها جاهدًا ألا يشبه والده الذي كان يعمل في أحد السجون، وتنطلق الأحداث من حي بلوزداد الشعبي في الجزائر، وقد كانت علاقة رضا بوالده وحبه لرانيا التي تكبره بثلاث سنوات أساسًا لمسار الرواية.

العقدة

وفقًا لما ورد عن الأستاذ والناقد يوسف العايب في قراءته التحليلية لهذه الرواية وتفاصيلها تتطور الأحداث ويدخل رضا شاوش في أزمة نفسية بعد وفاة والده وتسلم شقيقه أحمد مكان والده في السجن واتصافه بنفس صفاته، وبعد تخلّي رانية حب حياته عنه، وفي أثناء هذه الحالة التي يعيشها يلتقي رضا بصديقه عزيز الذي يُغريه بالانضمام إلى جماعة تنشله من الضياع الذي يعيش فيه.

الحل

وفقًا لما ورد عن الأستاذ والناقد يوسف العايب في قراءته التحليلية لهذه الرواية وتفاصيلها بعد انضمام رضا لهذه الجماعة تتهيأ نفسيته للشر والقسوة، وتكون رانية المسعودي أولى ضحاياه، ويصبح عضوًا مهمًا في هذه الجماعة ويسير وفق نهج والده الذي كان مثيرًا ما ينتقده.

الخصائص الفنية في رواية دمية النار

يُشار إلى أنّ رواية دمية النار تمتاز بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:^[٤]

• اهتمام الكاتب بمضمون الرواية وأفكارها أكثر من اهتمامه بالشكل الفني.
• الاعتماد على السرد البطيء في أغلب المواضع.
• اللجوء إلى وصف الشخصيات كتقنية مساعدة للكشف عن جوانبها الخفية.
• الاعتماد على صيغ تعبيرية ورؤى تمنح السرد خصوصيته.

ولقراءة ملخص وتحليل المزيد من الروايات الواقعية: رواية لامبيدوزا، رواية قصر الشوق.