تعد رواية حائط المبكى لمؤلفها الجزائري عز الدين جلاوجي من الروايات الجديدة، والتي تجمع بين الفن الروائي والفن التشكيلي، وفقًا لما ورد عن الأستاذة إلهام سناني في قراءتها التحليلية لها، وقد حازت هذه الرواية على عناية واضحة من الدارسين والنقاد ومن القراء أيضًا، وقدمنا لكم في هذا المقال تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية حائط المبكى

وفقًا لما ورد عن الأستاذة إلهام سناني في قراءتها التحليلية لهذه الرواية فقد مزج الكاتب عز الدين جلاوجي في هذا العمل الأدبي بين الفن الروائي والفن التشكيلي في قالب مليء بالأنساق الثقافية، ليغوص بالقارئ إلى أعماق النفس البشرية وعوالم الفنون الراقية، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يُشير عنوان الرواية "حائط المبكى" إلى دلالات خفية ترك الكاتب للقارئ مهمة استكشافها، إذ يحمل هذا العنوان بُعدًا رمزيًا دينيًا مهمًا عند المسلمين واليهود، لكن لم يكن له الحضور الواضح والجليّ في الرواية، الأمر الذي يحفّز القارئ للبحث والكشف عن العلاقة بين العنوان والمضمون من بين ثنايا النص، ويُلاحظ أنّ الكاتب اعتمد تسمية "حائط المبكى" بدلًا من "حائط البراق" تعبيرًا منه عن الحالة النفسية والمادية لبطل روايته، والذي اتخذ من الرسم ولوحاته مهربًا من بؤس الحياة وملاذًا يبكي فيه أحزانه.[١]


المكان

تدور الأحداث في رواية "حائط المبكى" في مكانين رئيسين، هما: "الجزائر" العاصة، ومدينة "وهران" مسقط رأس بطلة الرواية، وبصورة عامة تقسم الأماكن الوارد ذكرها إلى أماكن مفتوحة (مثل المُدن وشوارعها)، وأخرى مغلقة (مثل البيت).[٢]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية حائط المبكى بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[٣]

  • الراوي: هو بطل الرواية والشخصية المحورية فيها، كان يُطلق على نفسه حرفًا لا اسمًا، وقد أصبح شاهدًا على جريمة قتل دون قصد منه.
  • السمراء: هي زوجة الراوي وحبيبته، لم تكن تملك اسمًا فعليًا؛ فالسمراء هو لقب أطلقه عليها زوجها الراوي.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية حائط المبكى بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٣]

  • صفي الدين (صافو): هو صديق الراوي ومساعده في المكتب، لكنه يخدعه بتمثيل دور فتاة على مواقع التواصل الاجتماعي يتعرف عليها الرواي.
  • كمال: هو والد الراوي، كان ضابطًا وصارمًا مع عائلته، يتصف بالمزاجية والأنانية والعصبية، وقد خصص منزلًا لنفسه لممارسة طقوسه الخاصة به.
  • والدة الراوي.
  • شقيقة الراوي.
  • والد السمراء.
  • والدة السمراء.
  • السكرتيرة.


الأحداث الرئيسية

تدور أحداث الرواية حول معاناة رسام تشكيلي يعيش قصة حب مع فتاة تشاركه الفن بالخط العربي، إلا أنّه يقع في ورطة تسبب له المشكلات لاحقًا؛ إذ يشهد على جريمة قتل ضحيتها ابنة أحد المعروفين في البلاد، وقد هدده المجرم بالقتل إذا أبلغ الشرطة بما شاهده، ليدخل بعدها البطل في دوامة من الأوهام والوساوس التي تعكر صفو حياته، خاصة بعد تعرفه على فتاة أحلامه "السمراء"، ليتنقل بالقارئ بعد ذلك بين لقاءاته بمحبوبته والجريمة التي كان شاهدًا عليها.[٤]


يسمع الراوي بخبر إلقاء القبض على المجرم، الأمر الذي يزيد من خوفه في توريطه معه بالجريمة، إلا أنّ ذلك لم يحدث وأُطلق سراح المجرم كفخّ للقبض على بقية أتباعه، لكن الراوي نجا واستطاع الزواج من السمراء، وانتقلا للعيش في منزل والده "كمال".[٤]


العقدة

طلبت السمراء من الرواي أن ينتقلا إلى مسقط رأسها في مدينة "وهران"، وبالفعل انتقلا إلى هناك وحملت السمراء بتوأمين، الأمر الذي سبب لها وعكة صحية عند الولادة، فأخذها والدها للعناية بها في منزله، مما جعل الراوي يفكر بالعودة إلى والدته في الجزائر العاصمة.[٤]


الحل

دخل الراوي في حالة فراغ نفسي جعلته يلجأ إلى أمور أخرى تمثّلت بلقاءات متكررة بسكرتيرته، وصداقات لا تنتهي في عالم افتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها "صوفياء"، التي ختم الراوي الأحداث بلقاء جمعه معها، إذ جاءته إلى المنزل مُنقّبة، وعندما حاول كشف النقاب عن وجهها تفاجأ بأنها زميله في العمل "صفي الدين".


السمات الفنية في رواية حائط المبكى

بعد قراءة رواية حائط المبكى يُلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٥]

  • المزج بين اللغة السردية والفنية في التعبير عن فكرة الرواية.
  • اتصاف الرواية بمختلف عناصرها بالغموض، بدءًا من العنوان الذي يحمل دلالات وتأويلات عدّة.
  • وضوح الثقافة الواسعة للكاتب ومدى تأثره بالفن؛ فقد زخرت الرواية باللوحات الفنية والتشكيلية لمختلف الرسامين.
  • عدم منح شخصيات الرواية أسماء تُعرَف بها.
  • حضور التناص بقوة في الرواية.
  • تضمين النص العديد من الإشارات والرموز.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات في مجالات متنوعة: رواية الوتد، رواية صاحب الظل الطويل.

المراجع

  1. سارة تواتي، حليمة قواس، حليمة قواس وسارة تواتي.pdf شعرية الخطاب الروائي في رواية حائط المبكى، صفحة 74. بتصرّف.
  2. سارة تواتي، حليمة قواس، حليمة قواس وسارة تواتي.pdf شعرية الخطاب الروائي في رواية حائط المبكى، صفحة 59. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سارة تواتي، حليمة قواس، حليمة قواس وسارة تواتي.pdf شعرية الخطاب الروائي في رواية حائط المبكى، صفحة 35. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت سارة تواتي، حليمة قواس، حليمة قواس وسارة تواتي.pdf شعرية الخطاب الروائي في رواية حائط المبكى، صفحة 115. بتصرّف.
  5. سارة تواتي، حليمة قواس، حليمة قواس وسارة تواتي.pdf شعرية الخطاب الروائي في رواية حائط المبكى، صفحة 109. بتصرّف.