تعد رواية العطر للمؤلف والروائي الألماني باتريك زوسكيند من الروايات التي تمزج بين الواقع والخيال، بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لها، وقد حازت هذه الرواية على عناية كبيرة من النقاد والدارسين إلى جانب القراء، لذا عرضنا لكم في هذا المقال تحليلًا لها.
تحليل رواية العطر
بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث رحمن خضير عباس في قراءته التحليلية لهذه الرواية فقد أراد الكاتب فيها التعبير عن جوهر الأشياء في الحياة، وذلك من خلال هيمنة العطر ووصفه بأنه الجوهر أو الهوية السامية التي تحملها جميع المخلوقات، وللتوضيح أكثر حول الفكرة التي أراد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها كالآتي:
العنوان
بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لهذه الرواية فقد جاء العنوان "العطر" غامضًا ومُثيرًا في الوقت نفسه؛ إذ يُعطي القارئ للوهلة الأولى لمحة أنها تدور حول العطور والروائح فقط، لكن إتباع العنوان بجملة "قصة قاتل" والولوج أكثر في عالم الرواية يساعد على اكتشاف أنها لا تقف عند هذا الحد، بل تحمل العديد من الاعتبارات والإيحاءات.
المكان
بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث رحمن خضير عباس في قراءته التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث بصورة أساسية في مدينة "باريس" في فرنسا، إلى جانب ذكر بعض المناطق والأماكن التي انتقل إليها البطل، مثل مدينة "غراس" الفرنسية.
الشخصيات الرئيسية
تدور الأحداث في رواية العطر حول شخصية رئيسية محورية واحدة، بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لها، وهي:
- جان باتيست غرونوي: هو شاب وُصف بأنه قبيح المنظر، لكنه يملك حاسة شم قوية جدًا جعلته يصبح أنجح عطار في زمانه.
الشخصيات الثانوية
تدور الأحداث في رواية العطر بين عدد من الشخصيات الثانوية، بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث رحمن خضير عباس في قراءته التحليلية لها، وهي كما يأتي:
- الأم.
- المرضع.
- الراهب.
- غريمال.
- بالديني.
- الماركيز.
- المستشار ريتشي.
الأحداث الرئيسية
بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث رحمن خضير عباس في قراءته التحليلية لهذه الرواية تبدأ الأحداث بمشهد امرأة تضع مولودها في سوق السمك، لكنها ترميه وتتخلص منه بين ركام القاذورات وبقايا السمك، ويبقى هذا الطفل مصرًا على الحياة ويصرخ بقوّة رافضًا الموت، فيتم نقله إلى الكنيسة التي منحته اسم جان باتيست غرونوي وجلبت له مرضعة، لكنّها أرجعته بعد مدة وجيزة بحجة أنّ هذا الطفل غريب كما أنه ليس له رائحة، الأمر الذي جعل راهب الكنيسة حائرًا بين إيمانه ببراءة الطفولة وشكّه في حالة هذا الطفل.
يُنقل غرونوي إلى دار الأيتام ويتربى فيها، لكنه كان مكروهًا من قِبَل الأطفال هناك ومعزولًا عنهم، وعندما بلغ غرونوي تسع سنوات باعته السيدة صاحبة دار الأيتام إلى الدباغ غريمال فعمل عنده، واستمر غرونوي بهذا العمل حت وجد ضالته في أحد محال العطارة عند العطار بالديني؛ فهناك الروائح التي يدركها جيدًا بحاسة الشم الحادة التي يملكها، وقد أقنع غرونوي بالديني بالعمل لديه بعد عمل خلطة عطرية سحرية.
بعد مدة انتقل غرونوي من باريس إلى مدينة غراس، ووجد عملًا في إحدى المزارع التي تصنع العطور من أنواع الزهور المختلفة، وفكر بإنتاج عطر خاص به يختلف عن كل عطور العالم يمزج بين عبق الزهور ورائحة الفتيات الجميلات، فبدأ خطته بالبحث عن أجمل فتيات المدينة وقتلهن، فبلغ عدد ضحاياه أربع وعشرون فتاة، فدبّ الرعب بين السكان ولم يعرف أحد من هو القاتل، وكانت الضحية الخامسة والعشرون لغرونوي هي ابنة المستشار ريتشي، وقد استطاع الوصول إليها بحاسة الشم القوية لديه، فقتلها بضربة على رأسها.
العقدة
بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث رحمن خضير عباس في قراءته التحليلية لهذه الرواية تم القبض على غرونوي لاحقًا معترفًا بكل جرائمه، وقد حكم عليه بالصلب في الساحة العامة أمام الجميع، وبينما هو واقف على منصة الإعدام سكب بعض العطر على نفسه، وفجأةً تحول الجميع من كاره له إلى محب وطالب للرحمة.
الحل
بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث رحمن خضير عباس في قراءته التحليلية لهذه الرواية انسحب غرونوي من ساحة الإعدام وغادر مدينة غراس قبل أن يتبخر أثر العطر، فتوجّه نحو باريس وذهب مباشرة إلى السوق الذي شهد ولادته فسكب ما تبقى من العطر على جسده، الأمر الذي جعل الجميع يلتفّ حوله حبًا به، حتى بدا كأنه يتلاشى بين هذا الحشد من الناس الذي التهمه، وهكذا تنتهي الرواية بموت غريب لغرونوي.
السمات الفنية في رواية العطر
اتسمت رواية العطر بعدد من الخصائص والسمات الفنية، بناء على ما ورد عن الكاتب والباحث رحمن خضير عباس في قراءته التحليلية لها، ومنها ما يأتي ذكره:
- توظيف الخيال بنسبة كبيرة في الرواية.
- دقة الوصف والتعبير، ودقة المعلومات الواردة عن العطور وصناعتها.
- تحميل النص العديد من الرموز والدلالات.
- قوة الصياغة والقدرة على التأثير في القارئ.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التي تمزج بين الواقع والخيال: رواية ضو البيت، رواية مئة عام من العزلة.