تُصنّف رواية ضو البيت لمؤلفها السوداني الطيب صالح على أنها من روايات الواقعية السحرية التي تمزج بين الواقع والخيال، حسب ما ورد عن الكاتب محمد علي العوض في قراءته لها، وقد حازت هذه الرواية على اهتمام واضح من القراء وشغلت حيزًا من دراسات النقاد والدارسين، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.
تحليل رواية ضو البيت
حسب ما يشير الكاتب محمد علي العوض وغيره من الدارسين في قراءتهم التحليلة لهذا العمل بدأ الطيب صالح هذه الرواية من حيث انتهت روايته "عرس الزين"، وقد مزج فيها بين الواقع والخيال مُعبّرًا عن الصراع الذي يعيشه الفرد بين أمله في فهم القديم ومحاولة التجديد والتغيير،[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
يرتبط عنوان هذه الرواية "ضو البيت - بندر شاه" بالشخصية الرئيسية التي تعدّ بؤرة العمل الروائي ومركزه، وفرادتها في مولدها وحياتها وحتى في وفاتها، إذ إنّ "ضو البيت" تعني في المجتمع السوداني الشخص الذي يُستشار ويُستنار برأيه، مما ساهم في سيطرة هذه الشخصية على ذاكرة القارئ منذ البداية، وتوجيهه إلى أنّها المحور الذي تدور حوله الأحداث.[٢]
المكان
تدور الأحداث في رواية "ضو البيت" في الريف السوداني، تحديدًا في قرية "ود حامد"، وقد أشار الكاتب من خلال هذا المكان إلى طبيعة المجتمع السوداني وطبيعة العلاقات الاجتماعية فيه من خلال شخصية البطل.[٣]
الشخصيات الرئيسية
تدور أحداث رواية ضو البيت بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[٤]
- ضو البيت: هو شخص غريب وجده أهل قرية ود حامد على ضفاف نهر النيل طالبًا الزاد والمأوى، كما كان فاقدًا لذاكرته، وقد تحول عند أهل القرية من غريب إلى أخ وحبيب.
- بندر شاه: هو رجل اسمه الحقيقي عيسى والده هو ضو البيت، وصفه الراوي بأنّه حاكم قويّ ومستبدّ، له أحد عشر ابنًا حرمهم جميعًا من الإرث، وسجل أملاكه باسم "مريود".
- مريود: هو حفيد بندر شاه، والذي سُجّلت كل أملاك جدّه باسمه يتصرف بها كما يشاء.
- الطريفي ولد بكري.
- محجوب.
- محيميد.
الشخصيات الثانوية
تدور أحداث رواية ضو البيت بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٤]
- سعيد عشا البايتات.
- حمد ود حليمة.
- مختار.
- محمود.
الأحداث الرئيسية
وفقًا لما ورد عن الدكتور نبيل حمدي في قراءته التحليلية لهذه الرواية يحكي الكاتب قصة ضوّ البيت الذي وجده أهل قرية ود حامد على شاطئ نهر النيل فاقدًا لذاكرته، وقد استقبله أهل القرية بودّ وسماحة ومحبة، وقد عاش بينهم وأدخلوه الإسلام وزوّجه بنتًا من بناتهم وأنجب منها بندر شاه، كما أقطعوه جزءًا من أراضيهم ليزرعها، فعاش ضو البيت بين أهل هذه القرية مدّة خمسة أعوام، لكن بعد ذلك يرحل بلا رجعة تاركًا وراءه ابنه بندر شاه الذي عاش ضحيةً لأبيه وابنه، والذي ذكر الكاتب أسطورته والأحداث المتعلقة به في الرواية.
العقدة
وفقًا لما ورد عن الكاتبة زهرة منصور في قراءتها لهذه الرواية تتمثل العقدة بما يُسمى الجمعية التعاونية ورئاستها في قرية ود حامد، والصراع الذي ينشأ بين الأجيال على الرئاسة؛ أي بين العجائز الذين حكموها مدّة طويلة متمثّلين بمحجوب وبين الشباب الذين يمثّلون التغيير والتجديد متمثلين بأولاد البكري.
الحل
وفقًا لما ورد عن الكاتبة زهرة منصور في قراءتها لهذه الرواية ينتصر الطريفي ولد البكري في رئاسة الجمعية التعاونية، كما يستلمها أولاد البكري بكل مناصبها كأنّها ملك لعائلتهم يقتسمونها فيما بينهم، ويتركون منصبين لأتباعهم، ثم يأتي الفصل الذي يتحدث فيه الكاتب عن الحلم الغريب الذي تتردّد فيه أسطورة بندر شاه وحفيده مريود.
السمات الفنية في رواية ضو البيت
بعد قراءة رواية ضو البيت يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٥]
- سرد الأحداث كان ممزوجًا بين الصورة التقليدية والحداثة.
- إظهار الشخصيات كمحور للأفكار والآراء ومصدرًا لرسم الواقع.
- الاعتماد على مختلف التقنيات السردية.
- تسريع زمن السرد في بعض الأحيان وتبطيئه في أحيان أخرى.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التي تجمع بين الواقع والخيال: رواية في قلبي أنثى عبرية، رواية الغابة النرويجية.
المراجع
- ↑ سهيلة عشوري، شعرية الخطاب السردي في رواية ضو البيت، صفحة 89. بتصرّف.
- ↑ سعدية البشير، روايات الطيب صالح دراسة سيميائية، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ سهيلة عشوري، شعرية الخطاب السردي في رواية ضو البيت، صفحة 65. بتصرّف.
- ^ أ ب سهيلة عشوري، شعرية الخطاب السردي في رواية ضو البيت، صفحة 38. بتصرّف.
- ↑ سهيلة عشوري، شعرية الخطاب السردي في رواية ضو البيت، صفحة 88. بتصرّف.