تعد رواية السقا مات لمؤلفها المصري يوسف السباعي من أهم رواياته التي كتبها ومن أعماله الخالدة، وفقًا لما ورد عن الكاتب محمد عبد الرحمن في قراءته لها، وقد لاقت هذه الرواية اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.

تحليل رواية السقا مات

وفقًا لما ورد عن الكاتب محمد عبد الرحمن في قراءته لهذه الرواية فقد عبّر مؤلفها يوسف السباعي من خلالها عن علاقة الإنسان بالموت وما يتركه من أثر في النفس، خاصةً إذا كان الميت قريبًا أو حبيبًا، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث عزت عمر في قراءته لهذه الرواية فإنّ عنوانها "السقا مات" جاء مؤسسًا للبنية العامة لهذا العمل الروائي، إذ جاء إخباريًا ومُمهدًا للفكرة الرئيسية التي عُني الكاتب بطرحها.


المكان

تدور أحداث رواية "السقا مات" في إحدى حارات المجتمع المصري (حي الحسينية)، وقد وصفه الكاتب بأنه مكان خرب مُقفر محطّم، ولا توجد فيه أي سمة من سمات المجد.[١]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية السقا مات بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:[٢]

  • شحاتة أفندي: يمثل الشخصية الرئيسية التي تدور حولها الأحداث، وهو محور فلسفة الموت في الرواية، إذ كان يتعامل مع الموت يوميًا بحُكم مهنته لكنه يخاف منه.
  • المعلم شوشة: هو من الشخصيات الرئيسية في الرواية ولقبه "السقا"؛ إذ كان يملأ القرب الفارغة بالماء وينقلها على عربة ضخمة ويُفرغها عند الناس ليسقيهم، وقد عزم المعلم شوشة على أن يُكمل مسيرة شحاتة أفندي في عمله، الأمر الذي سهل الموت في عينه.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية السقا مات بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٣]

  • الحاجة زمزم: هي من تشتري اللحم والكفتة واللسان، أغلب الزبائن يعرفونها حق المعرفة، وهي شخصية تجمع بين الشر والحقد والخبث والأنانية.
  • سيد الدنك: يمثل الشخصية التي تقف إلى جانب أبيها، فقد فضّل عمل أبيه على الكتابة والقراءة في الكُتّاب.
  • أم آمنة: هي جدة سيد الدنك، عجوز ضريرة فقدت بصرها بكاءً على موت أختها، وقد كانت حلوة الحديث ولطيفة المعشر.


الأحداث الرئيسية

يحكي الكاتب في هذه الرواية قصة المعلم شوشة الذي يعمل في سقي المياه إلى الحي الذي لم تصله أنابيب المياه بعد، وقد كان يعيش على ذكرى زوجته آمنة -المتوفاة- التي أنجبت له ابنه سيد، فما يزال الحزن يُصاحبه فيلعن الموت الذي اختطفها منه، وتمر عشر سنوات على ولادة سيد الذي يعيش مع والده وجدته أم آمنة في بيت صغير يُخيم عليه شبح الموت.[٤]


يلتقي المعلم شوشة بشحاتة أفندي الذي يعمل "مطيباتي جنازات" عن طريق الصدفة، ويتعرف عليه بعد أن أنقذه من شجار كاد أن يقع مع الحاكة زمزم، ويقترح المعلم شوشة على شحاتة أفندي أن يسكن معه في منزله، وتبدأ محاولات شحاتة بإخراج السقا من عزلته وحزنه.[٤]


العقدة والحبكة

يسبب موت شحاتة أفندي صدمة للمعلم شوشة، فقد كان صديقه الوحيد الذي ارتاح له، وعندما أراد أن يخرج من عزلته ويتزوج من جارته زكية يكون قد فات الأوان، وبعد موت شحاتة فندي يقرر المعلم شوشة أن يواصل عمل شحاتة والمشي أمام الأموات مع أنه حصل على رتبة عالية في شركة المياه، فيلبس قميص شحاتة أفندي وبنطاله ويحل محلّه في العمل "مطيباتي جنازات".[٤]

الحل

يُصاب المعلم شوشة بمرض فيُحول تكليفه اليومي إلى ابنه سيد، الذي يساعد أباه ويُنجز عمله، وفي نهاية المطاف يحدث زلزال يؤدي إلى تحطيم الجدران، فيسقط حجر من أعلى على رأس المعلم شوشة يؤدي إلى موته، وبعد موته يتخذ ابنه طريقه في الحياة عازمًا على ترويض نفسه على الموت كما فعل والده.[٤]


السمات الفنية في رواية السقا مات

بعد قراءة رواية السقا مات يُلاحَظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، حسب ما ورد عن الكاتب والأستاذ محمد عبد العاطي في قراءته النقدية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • الجودة في رسم الأبعاد النفسية للشخصيات، خاصةً أبطال الرواية، الأمر الذي ساهم في دعم الفكرة التي يريد الكاتب طرحها.
  • تميزت هذه الرواية بأسلوبها الشيّق والجاذب للقارئ.
  • استخدام لغة تناسب المستوى الثقافي والعُمري للشخصيات المُختارة في هذه الرواية.


ولقراءة تحليل المزيد من روايات يوسف السباعي: رواية أرض النفاق، رواية نائب عزرائيل.

المراجع

  1. إنسية خزعلي، مرضية زرديني، الشخصية وأساليب رسمها في رواية السقا مات، صفحة 7. بتصرّف.
  2. إنسية خزعلي، مرضية زرديني، الشخصية وأساليب رسمها في رواية السقا مات، صفحة 8. بتصرّف.
  3. إنسية خزعلي، مرضية زرديني، الشخصية وأساليب رسمها في رواية السقا مات، صفحة 9. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث إنسية خزعلي، مرضية زرديني، الشخصية وأساليب رسمها في رواية السقا مات، صفحة 8. بتصرّف.