تعد رواية الريح الشتوية لمؤلفها المغربي مبارك ربيع من الروايات الواقعية الاجتماعية، وفقًا لما ورد عن الباحث الدكتور لحسن الكيري في قراءته النقدية لها، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين إلى جانب القراء، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية الريح الشتوية

وفقًا لما ورد عن الباحث عبد الحكيم الشندودي في قراءته التحليلية لهذه الرواية فقد حاول الكاتب مبارك ربيع رصد الأوضاع والظروف التي عاشها أبناء المغرب في فترة معينة من تاريخها، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تحليل الرواية وتفكيكها إلى عناصرها الأساسية على النحو الآتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الباحث عبد الحكيم الشندودي في قراءته التحليلية لهذه الرواية فإنّ العنوان "الريح الشتوية" جاء ملائمًا للمضمون؛ فالفعل الخريفي الذي قامت به الشخصيات لم يكن سوى الشرارة الأولى للريح الشتوية ولما سيأتي في الشتاء.


المكان

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث إبراهيم القهوايجي في قراءته التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث بين فضاءين أساسيين؛ "البادية" التي لا تحمل اسمًا ولا موقعًا محددًا، أما الفضاء الثاني فهو مدينة "الدار البيضاء" في المغرب، وبصورة عامة تقسم الأماكن الوارد ذكرها إلى مفتوحة (مثل السوق) وأخرى مغلقة (مثل السجن)، وقد تم توصيف الأماكن الواردة في الرواية بطريقة مرتبطة بالرؤى الفكرية للشخصيات.


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية الريح الشتوية حول شخصية رئيسية محورية واحدة، وفقًا لما ورد عن الباحث عبد الحكيم الشندودي في قراءته التحليلية لها، وهي:

  • العربي الحمدوني.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية الريح الشتوية بين عدد من الشخصيات الثانوية، وفقًا لما ورد عن الباحث عبد الحكيم الشندودي في قراءته التحليلية لها، وهي:

  • سعيد.
  • كلثوم.
  • كبور.
  • المذكوري.
  • صفية.
  • عائشة العرجاء.
  • المحامي موهوب.
  • عبد الفتاح.
  • العالم.


الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الباحث عبد الحكيم الشندودي في قراءته التحليلية لهذه الرواية تناول الكاتب في القسم الأول منها حياة العربي الحمدوني بعد طرده من أرضه، إذ هاجر إلى مكان يُطلق عليه "الكريان سنطرال" في الدار البيضاء للعمل في أحد المعامل، كما سرد الكاتب طبيعة حياة أسرته ومجموعة من أقربائه المهاجرين مثل: سعيد وزوجته كلثوم، وكبور وزوجته الغالية، وما رافق ذلك من معاناة وألم، وقد كان العربي يحلم باسترجاع أرضه، خاصة بعد تواصله مع المذكوري الذي نبّهه لاختيار المحامي الملائم، لكنه تعرض لخيبة أمل بعد ترحيل المحامي موهوب لانخراطه في الجندية، وعمله هو في معمل السكر إلى جانب كبور حيث سيلقى حتفه.


أما في القسم الثاني من الرواية فقد سرد الكاتب التحول الذي طرأ على أسرة الحمدوني الصغيرة بعد غيابه، وجنبًا إلى جنب مع سرد هذه الأحداث تتبع الكاتب التطورات التي طرأت على الشخصيات والأحداث التي شهدتها البلاد.


العقدة

وفقًا لما ورد عن الباحث عبد الحكيم الشندودي في قراءته التحليلية لهذه الرواية تم تأسيس مدرسة في الكريان من طرف سكانه وبتحفيز من العالم وعبد الفتاح وكبور وغيرهم، وقد كان تأسيسها نواة تأسيس العمل النقابي في البلاد.


الحل

وفقًا لما ورد عن الباحث عبد الحكيم الشندودي في قراءته التحليلية لهذه الرواية سيتحول الوعي في كاريان سنطرال من وعي ضيق إلى وعي عام، سيتمثل بالاحتجاج ضد ترحيل أهل الكاريان وبالإضراب عن العمل، الأمر الذي يؤدي إلى اعتقال بعض المواطنين من ضمنهم كبور والمزابي وعلي الجليد، ثم نفيهم إلى الصحراء، في حين تابع غيرهم ما كان هؤلاء ينادون به.


السمات الفنية في رواية الريح الشتوية

يلاحظ بعد قراءة رواية الريح الشتوية أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، وفقًا لما ورد عن الباحث الدكتور لحسن الكيري في قراءته النقدية لها، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • سلامة العبارات والتراكيب المستخدمة في الرواية.
  • استخدام لغة بسيطة قريبة من القارئ.
  • استخدام بعض النماذج من الزجل الشعبي.
  • التداخل بين السرد والوصف في الرواية.
  • الاعتماد على تقنية الرؤية من الخلف.
  • تضمين الرواية العديد من الرموز والدلالات.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الواقعية الاجتماعية: رواية عابر سرير، رواية شجرة البؤس.