تمثل رواية خان الخليلي لمؤلفها المصري نجيب محفوظ مرحلة الكتابة الواقعية النقدية، حسب ما ورد عن الدكتور إسحق بندري في قراءته التحليلية لها، وقد حازت هذه الرواية على اهتمام واضح من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية خان الخليلي

وصف نجيب محفوظ في روايته هذه حال مصر والمصريين في فترة الحرب العالمية الثانية، فكانت شاهدًا على الحرب وبيّن من خلالها قسوة الحياة وفلسفة الإنسان؛ لمحاولة التكيف في هذه الحياة،[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يشير الكاتب والباحث شوقي بدر يوسف في دراسته لسيميائية العنوان عند نجيب محفوظ إلى أنّ العنوان في رواية "خان الخليلي" جاء المُحدّد لطبيعة ظاهرة النص الواجب قراءته، وكان المكان بشعبيّته وسماته الخاصة حاضرًا منذ البداية، فالتحم العنوان بالوصف المحدّد للمكان الواقعة فيه الأحداث ومحور الرواية.


المكان

تدور أحداث هذه الرواية في "خان الخليلي" أحد الأحياء العريقة في القاهرة، وقد كان للمكان الأهمية الكبرى في الرواية، بدءًا من (الحارة/ خان الخليلي) العالم الأكبر في الرواية، و(المقهى) بشخصياته المتعددة، متمثلًا بمقهى (الكرنك)، ومقهى (الزهرة) الذي كان علامة من علامات الانفتاح الاجتماعي والثقافي، حيث التجمع واللقاء بين عدد من الشخصيات، فتتفاعل فيه الأفكار السياسية والمذاهب الفكرية.[٢]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية خان الخليلي بين عدد من الشخصيات الرئيسية حسب ما ورد عن الدكتور إسحق بندري في قراءته التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • أحمد أفندي عاكف: يجسد حالة البطل السيئ بجدارة، اضطر بعد فصل والده من العمل ألا يستكمل تعليمه وأن يتولى الإنفاق على الأسرة، فيعمل موظفًا حكوميًا في وزارة الأشغال، وقد كان ناقمًا على الظروف من حوله، ويصل إلى سن الأربعين دون زواج.
  • نوال: هي فتاة في السادسة عشر من عمرها جارة أحمد عاكف في خان الخليلي، يرقّ قلبه لها ويقع في حبها.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية خان الخليلي بين عدد من الشخصيات الثانوية حسب ما ورد عن الدكتور إسحق بندري في قراءته التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • رشدي: هو شقيق أحمد عاكف كان يعمل في بنك مصر، لكنه مثال للشاب المستهتر والمُقامر، يقع في حب نوال هو الآخر.
  • المعلم نونو: هو شخص يلتقي به أحمد عاكف بعد انتقاله إلى حي خان الخليلي فيمقهى (الزهرة).
  • أحمد راشد المحامي: يمثل الشخصية المثقفة والمطلعة، وهو مؤمن بالاشتراكية والمادية، ويلتقي به أحمد عاكف في خان الخليلي.


الأحداث الرئيسية

حسب ما ورد عن الدكتور إسحق بندري في قراءته التحليلية لهذه الرواية تبدأ الأحداث بانتقال أسرة أحمد عاكف من مسكنهم في حي السكاكيني إلي حي خان الخليلي بسبب القصف الألماني المتكرر لحي السكاكيني خلال الحرب العالمية الثانية، وقد اختارت الأسرة خا الخليلي لقربه من مسجد الحسين، خاصةً أن الدعاية النازية كانت تُروّج لاحترامها للمُقَدّسات الإسلامية.


تتغير الحياة تدريجيًا بعد الانتقال إلى خان الخليلي، ويخرج أحمد عاطف قليلًا من عزلته وسط الكتب التراثية ويتعرف على مجموعة الأصدقاء من جيرانه، وروّاد مقهى الزهرة على اختلاف ميولهم وإن اتفقوا على جلسات الأُنس والمزاج، كما يلتقي مع أحمد راشد المحامي المثقف المعاصر ويشعر بالضآلة أمامه.


العقدة والحبكة

حسب ما ورد عن الدكتور إسحق بندري في قراءته التحليلية لهذه الرواية فإنّ قلب أحمد عاكف يفتح للحب وسط طبول الحرب، إذ يعجب بجارتهم نوال، فهو لم يعرف قبلها إلا بعض القصص الفاشلة، لكن تتشوه صورة المرأة في ذهنه مع تقدمه بالعمر دون حياة مستقرة، فنوال في سنّ ابنته لو أنه تزوج من قبل، كما ينتقل شقيقه رشدي من أسيوط إلى القاهرة وتسوء الأمور، فيكتشف أحمد أن رشدي يغازل نوال، بل ويتقدم لخطبتها، لتثور في نفسه مشاعر الغيرة والمرارة تجاه شقيقه.


الحل

يُصاب رشدي بداء السل ويُفصل من عمله في البنك وتتركه نوال بعد اكتشاف مرضه، ويموت رشدي في النهاية، وتغادر الأسرة خان الخليلي قبل حلول شهر رمضان إلى منطقة الزيتون، ويتعرف أحمد عاكف على شقيقة زميله صاحب البيت الجديد الذي ينتقلون إليه، ويترقى في وظيفته بعد أن قررت الحكومة إنصاف المنسيين في وظائفهم، حسب ما ورد عن الدكتور إسحق بندري في قراءته التحليلية لهذه الرواية.


السمات الفنية في رواية خان الخليلي

يُلاحظ بعد قراءة رواية خان الخليلي أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٣]

  • استخدام بعض التعبيرات العامية والأمثال المتداولة.
  • توظيف الحوار للكشف عن الوضع الاجتماعي للبلاد وقت الاحتلال.
  • كثرة استخدام الأساليب الخبرية والإنشائية في الرواية.
  • اللجوء إلى الصور البيانية والتمثيلات المُحاكية للواقع.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الواقعية: رواية شقة الحرية، رواية نساء بلا ذاكرة.

المراجع

  1. أماني عطية، استنتاج الدلالات الضمنية في خطاب الحوار الروائي "خان الخليلي" أنموذجًا، صفحة 25. بتصرّف.
  2. أماني عطية، استنتاج الدلالات الضمنية في خطاب الحوار الروائي "خان الخليلي" أنموذجًا، صفحة 27. بتصرّف.
  3. أماني عطية، استنتاج الدلالات الضمنية في خطاب الحوار الروائي "خان الخليلي" أنموذجًا، صفحة 46. بتصرّف.