مي زيادة

تعدّ ماري إلياس زيادة المعروفة باسم مي زيادة كاتبة وأديبة لبنانية فلسطينية، وهي من أبرز الأديبات العربيات اللاتي عُرفن في الوطن العربي، أنتجت العديد من المؤلفات التي استطاعت من خلالها أن تحفر اسمها وتُثبت نفسها في مجال الأدب.[١]


مولد مي زيادة ونشأتها

وُلدت مي زيادة بتاريخ 11-2-1886م في مدينة الناصرة في فلسطين، والدها إلياس زيادة لبناني ماروني ووالدتها نزهة معمر أرثوذكسية، فلم تكن متعصبة لأي مذهب أو دين، انتقل والدها إلى الناصرة للعمل معلمًا في إحدى المدارس الابتدائية، وقد تميزت مي زيادة منذ صغرها بحُسن الإلقاء والبراعة في الإنشاء، الأمر الذي دفع إلى وصفها بأنها خطيبة لبنانية ناشئة.[٢][٣]


تعليم مي زيادة وثقافتها

التحقت مي زيادة في السادسة من عمرها بمدرسة الراهبات اليوسفيات في الناصرة، ولما بلغت الثالثة عشر من العمر انتقلت إلى مدرسة الزيارة في عين طورة في لبنان، وتعلمت القليل من العربية والكثير من الفرنسية، وقد أتمت تعليمها وأبدت اهتمامها بالتاريخ الإسلامي والفلسفة، وفي عام 1904م عادت مي إلى الناصرة، وبدأت بعد ذلك التفكير بالانتقال إلى مصر مع أسرتها، وبالفعل في عام 1908م انتقلت إلى أراضي النيل التي بدأ اسمها فيها بالنبوغ بين الأوساط الثقافية والأدبية.[٢][٣]


السمات الفنية في أعمال مي زيادة الأدبية

تتسم الأعمال الأدبية لمي زيادة بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٤]

  • المنطق والتسلسل في عرض الأفكار، والتنويع في ذلك في الوقت ذاته.
  • نقل خصائص اللغات الغربية وميزاتها الفكرية واللفظية إلى العربية.
  • القدرة على رسم الصور الحية في ذهن القارئ.
  • القدرة على توليد المعاني الطريفة.
  • تغلب على أسلوب مي زيادة روح العقلية العالمية.
  • الخروج من دائرة التفكير المحلي إلى التفكير المُطلق.


ظلمات وأشعة

جمعت مي زيادة بين طيات هذا الكتاب مجموعة من المقالات والخُطَب التي ألقتها في مناسبات عدّة مختلفة وفي موضوعات مختلفة، مثل موضوع المرأة الشرقية وحقها في الحياة والحرية، إلى جانب موضوع العالم الجديد، والعديد من الموضوعات الأخرى، وقد تميّز هذا الكتاب بأنه جاء بأسلوب أخّاذ وبعبارة قريبة إلى القارئ، ويعكس ثقافة الكاتبة الواسعة وشموليتها ونظرتها إلى الحياة.[٥][٦]


أبرز مؤلفات مي زيادة

تركت مي زيادة العديد من المؤلفات والأعمال البارزة، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • سوانح فتاة: يقع هذا الكتاب في حدود (142) صفحة، تناولت فيها مي زيادة وجهة نظرها وخواطرها تجاه الحياة والنفس البشرية، حاولت إيصالها إلى القارئ بأسلوب بسيط وفيه إبداع ورصانة في الوقت نفسه، فخرجت مي زيادة بنصّ أضاف المتعة وكشف الغطاء عن حرصها على الإمساك بناصية اللغة.[٧]
  • رجوع الموجة: هي رواية تقع في حدود (180) صفحة، جاءت زاخرة بالمشاعر الإنسانية العميقة والأحداث الممتعة، فأثارت من خلالها في نفس القارئ ذكريات عذبة، وأدخلته إلى أبواب الحياة الإنسانية في معاناتها، وذلك من خلال قصّة برز فيها الإبداع.[٨]
  • وردة اليازجي: تناولت مي زيادة في هذا الكتاب حياة الأديبة اللبنانية وردة اليازجي وفكرها وشعرها، وحاولت إبراز قيمتها الشعرية والأدبية، فكان هذا الكتاب بمثابة نقد متميز وفريد.[٩]


وفاة مي زيادة

توفيت مي زيادة في عام 1941م عن عمر يُناهز 55 عامًا، وقد تركت خلفها إرثًا أدبيًا مهمًا أثرى المكتبة العربية.[١]


ولقراءة معلومات عن غيرها من الأدباء: غسان كنفاني، نجيب محفوظ.

المراجع

  1. ^ أ ب "سيرة حياة الأديبة مي زيادة"، د.خالد محمد غازي، اطّلع عليه بتاريخ 29/9/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب غريد الشيخ، مي زيادة أديبة الشوق والحنين، صفحة 5. بتصرّف.
  3. ^ أ ب هبة الوادي، مي زيادة بين أديبات العرب قديمًا وحديثًا، صفحة 65. بتصرّف.
  4. هبة الوادي، مي زيادة بين أديبات العرب قديمًا وحديثًا، صفحة 129. بتصرّف.
  5. هبة الوادي، مي زيادة بين أديبات العرب قديمًا وحديثًا، صفحة 111. بتصرّف.
  6. مي زيادة، ظلمات وأشعة، صفحة 1. بتصرّف.
  7. مي زيادة، سوانح فتاة، صفحة 1. بتصرّف.
  8. مي زيادة، رجوع الموجة، صفحة 1. بتصرّف.
  9. مي زيادة، وردة اليازجي، صفحة 1. بتصرّف.