صُنّفت رواية أشياء تتداعى لمؤلفها النيجيري تشينوا أتشيبي ضمن ما عُرِفَ بأدب ما بعد الاستعمار، وهو الأدب الذي يرصد أحوال الشعب المستعمر في أعقاب الاستعمار، الأمر الذي جعلها واحدة من الروايات البارزة والعالمية، وجذب إليها القراء والدارسين للبحث فيها، وللتعرف إلى الملخص الموجز لهذه الرواية إليكم هذا المقال.[١]


ملخص رواية أشياء تتداعى

رأت رواية أشياء تتداعى لتشينوا أتشيبي النور في عام 1958م مكتوبة باللغة الإنجليزية، وجاءت مُعالجة لموضوع الاستعمار وتداعياته على الشعب النيجيري بصورة خاصة، والإفريقي بصورة عامة، مبينة الممارسات التي انتهجها الاستعمار في الإخضاع والسيطرة، وقد نجح المؤلف في تفكيك بنية المجتمع القَبَلي في نيجيريا من الناحية الاجتماعية والثقافية والدينية.[٢]



اقتبس المؤلف عنوان روايته من بيت شعريّ في قصيدة "المجيء الثاني" للشاعر الإيرلندي، والتي صور من خلالها حالة الفوضى التي حدثت نتيجة تداعيات عدّة، وهذا أيضًا ما أراده تشنوا أتشيبي في هذه الرواية من اختياره لهذا العنوان، أي أنّ ثمة أشياء حدثت وترتبت على الاستعمار للأراضي النيجيرية، ويتضح ذلك عند الخوض في عالم الرواية أكثر فأكثر.


ودارت أحداث الرواية بصورة أساسية في قرية كبيرة تُدعى أموفيا في نيجيريا، والتي تسكنها قبيلة واحدة لها لغتها الخاصّة، وعُرِفت بقوتها واتحادها، وفي هذا المكان تحركت العديد من الشخصيات التي صُنّفت إلى شخصيات محورية ورئيسية مثل: أوكونكو، والرجل الأبيض، وأخرى ثانوية، مثل: أنيمومي، وأهالي القرية.


ويصور تشينوا أتشيبي في الرواية إحدى القبائل في نيجريا، تُدعى قبيلة الأيبو وتتخذ من قرية أموفيا موطنًا لها، ولها عاداتها وتقاليدها وطقوسها المقدسة في حياتها اليومية، ومن هذه القبيلة ينحدر بطل الرواية والشخصية المحورية فيها أوكونكو، الذي كان مصارعًا قويًا واستطاع أن يرفع اسم قبيلته عاليًا، لكن يتم نفيه إلى قرية أخواله بعيدًا عن قريته بعد قتله غلامًا عن غير قصد.


يُحكم على أوكونكو البقاء في منفاه مدة سبع سنوات، وخلال هذه المدة تبدأ التغيرات بالحدوث في القرية بقدوم الرجل الأبيض، الذي كان موكلًا بمهمة تبشيرية، فدعا إلى دين جديد وأسس حكومة هناك، وكان له دور كبير في قلب أحوال القرية في مختلف النواحي، وبعد انقضاء مدة نفي أوكونكو يعود على قريته ليتفاجأ بالحال الذي أصبحت عليه، وأنّ دين الرجل الأبيض هو الذي صار سائدًا وصاحب النفوذ.


يُضمر أوكونكو في داخله حقدًا على كلّ من ترك عادات القبيلة ودينها، فلم يستطع أن يغيّر مما حدث شيئًا، وتصل الأحداث إلى ذروتها عندما يقتل أوكونكو حارس المحكمة البريطاني انتقامًا من التنكيل الذي لحق به وبأبناء قريته.


وتنتهي الرواية بانتحار أكونكو شنقًا؛ إذ علّق نفسه على غصن شجرة، كنوع من الرفض على المآل الذي وصل إليه أبناء القبيلة، لكن أهالي قريته يرفضون إنزاله عنها لأنّه في نظرهم وحسب معتقداتهم القبليّة ملوّث لأنّه قتل نفسه، فيطلبون من الرجل الأبيض إنزاله ودفنه، وهنا تتضح المفارقة؛ إذ إنّ بعض المعتقدات ينبغي الحفاظ عليها مهما حدث.


المحاور الرئيسية في رواية أشياء تتداعى

قامت رواية أشياء تتداعى على ثلاثة محاور رئيسية، وهي كالآتي:[٣]

  • صورة الحضارة الإفريقية ما قبل الاستعمار، حيث كانت حضارة لها طقوسها وعاداتها وتقاليدها، والقبيلة فيها جزء رئيس من المجتمع.
  • توضيح الآليات التي اتبعها المستعمر لإحكام سيطرته على الحضارة الإفريقية وإخضاعها وتفكيك بنيتها.
  • إبراز ما قام به المستعمر في سبيل البقاء.


خصائص رواية أشياء تتداعى

لرواية أشياء تتداعى مجموعة من الخصائص والسمات الفنية، منها ما يأتي:

  • البناء الفني المتميز للرواية وانسيابية السرد، مع بروز عنصر الإثارة والتشويق.
  • اتجاه أسلوب الرواية نحو الواقعية النقدية.
  • برزت في الرواية قدرة الكاتب على توظيف الثقافة الغربية في الردّ عليها، فكان الخطاب موجهًا للغرب بنفس لغته.
  • بروز المفارقات والثنائيات الضدية في العديد من مواضع الرواية.


ولقراءة ملخص المزيد من الروايات التي اتخذت من الاستعمار موضوعًا لها: رواية الزيتون لا يموت، رواية الدروب الوعرة.

المراجع

  1. بلال العمر، فؤاد عبد المطلب، الأشياء تتداعى آليات التفكيك والسيطرة في رواية تشينوا أتشيبي، صفحة 3. بتصرّف.
  2. بلال العمر، فؤاد عبد المطلب، الأشياء تتداعى آليات التفكيك والسيطرة في رواية تشينوا أتشيبي، صفحة 1. بتصرّف.
  3. بلال العمر، فؤاد عبد المطلب، الأشياء تتداعى آليات التفكيك والسيطرة في رواية تشينوا أتشيبي، صفحة 12. بتصرّف.