ليو تولستوي

ليو تولستوي

يعرف ليو تولستوي بأنه واحد من كبار الأدباء الروسيين ومفكّر ومُصلح اجتماعي، واسمه بالكامل ليف نيكولايفيتش تولستوي، له آراء ومعتقدات خاصة به لاقت إعراضًا من العديد من الأشخاص والفئات المجتمعية، كما أنّه اشتهر برواياته وأعماله الأدبية الملحمية، فاستطاع من خلال ما أنجزه وعبّر عنه أن يترك بصمة واضحة وأثرًا كبيرًا في الأدب العالمي.^[١]

مولد ليو تولستوي ونشأته

ولد ليو تولستوي في التاسع من أيلول عام 1828م في منطقة يُطلق عليها اسم "يوسيانا بوليانا" في روسيا، وهو ينتمي إلى أسرة أرستقراطية لها نسب عريق وتاريخ كبير في روسيا، فحمل لقب "الكونت" بالرغم من أنه لم يكن الابن الأكبر في عائلته، وقد عاش ليو تولستوي طفولة صعبة؛ إذ توفيت والدته وهو في عمر العامين، وتوفي والده وهو في عمر تسعة أعوام، فنشأ مع إخوته الأربعة عند أقاربه، وتلقّى تعليمه الأساسي في المنزل على يد بعض المعلمين، وعند بلوغه 16 عامًا التحق بجامعة قازان لدراسة اللغات إلا أنّه لم يستطع إكمال الدراسة فيها، فترك الجامعة ولم يحصل على الشهادة.^[٢][٣]

رحلة ليو تولستوي الأدبية

كان ليو تولستوي مهتمًا بالأدب منذ مرحلة مبكرة في حياته، فبعد أن ترك الجامعة تنقّل بين موسكو وسانت بطرسبرغ وانتهى به الأمر في القوقاز ملتحقًا بالجيش مؤديًا للخدمة العسكرية، وفي هذه المرحلة بدأت تتشكّل لديه بواكير الكتابة، وذلك من خلال تدوين مذكّراته وتجاربه التي عاشها سابقًا، بعدها استقال من الجيش وسافر إلى باريس، وهناك شهد أحداثًا عدة كان لها أثر في كتاباته لاحقًا ثم عاد إلى روسيا.^[٤][٢]

بعد ذلك بدأ ليو تولستوي بنشر أعمال أدبية وروايات تحمل سيرته الذاتية، ليأتي بعدها العمل الأدبي الأبرز وهو رواية الحرب والسلم التي وصفت بأنها ملحمة نثرية ولاقت صدى كبيرًا، لتتوالى بعدها العديد من الأعمال الأدبية، وظهرت بعض المحاولات لكتابة الشعر، فنظم قصائد عن خدمته العسكرية وجمعها مع بعض القصص الخيالية في مؤلّف واحد، وفي السنوات الأخيرة من حياته أفرغ ليو تولستوي نفسه لكتابة المقالات معبرًا عن معتقداته الأخلاقية والدينية والسياسية.^[٣]

رواية الحرب والسلم

تعد رواية الحرب والسلم واحدة من أبرز الأعمال الأدبية التي أنتجها ليو تولستوي ومن أبرز الروايات العالمية أيضًا، وهي رواية فلسفية تاريخية يتحدث فيها الكاتب عن اجتياح نابليون بونابرت والقوات الفرنسية للأراضي الروسية، راصدًا كل ما يتعلّق به ومصورًا الآثار المترتبة على الدمار الذي صحب ذلك الاجتياح، كما رصد ليو تولستوي من خلال الأحداث التي أوردها التغيرات التي طرأت على الطبقة الأرستقراطية وكيف تحولت حياة أبنائها إلى مأساة حقيقية.^[٥]

أبرز مؤلفات ليو تولستوي

فيما يأتي بعض من المؤلفات والأعمال الأدبية البارزة للكاتب الروسي ليو تولستوي:

• رواية آنا كارنينا: حظيت هذه الرواية لليو تولستوي بشهرة واسعة وكبيرة، إذ رصد من خلالها النزعات الإنسانية المختلفة وعمد إلى تحليلها، وذلك من خلال قصة المرأة آنّا النبيلة في المجتمع وعلاقتها مع الشاب الثري فرونسكي مبينًا العوائق والمشكلات العديدة التي سيواجهانها.^[٦]
• رواية البعث: يحكي ليو تولستوي في هذا العمل الأدبي قصة شاب ثري ينتمي إلى طبقة النبلاء، يتسم بحبه لعمل الخير ولمساعدة الآخرين، فكان مستعدًا للتضحية في سبيل كل ما هو جميل، إلا أنّ التحاقه بالخدمة العسكرية غير شخصيته تمامًا وأيقظ الشرّ بداخله، لتتوالى الأحداث بعد ذلك وتتطور.^[٧]

وفاة ليو تولستوي

توفي ليو تولستوي في شهر تشرين الثاني من عام 1910م، وكان المرض قد أتعب جسده، فرحل عن عمر يناهز 82 عامًا تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا مهمًا.^[٨]

ولقراءة معلومات عن غيره من الأدباء: وليام شكسبير، هاروكي موراكامي.