تنتمي رواية في قلبي أنثى عبرية للكاتبة والأديبة التونسية خولة حمدي إلى الروايات الواقعية التي تمتزج بالخيال، وقد لاقت رواجًا بين القراء ونالت اهتمام الدراسين والنقاد، وفي هذا المقال قدمنا لكم ملخصًا موجزًا لها.


تلخيص رواية في قلبي أنثى عبرية

تطرح المؤلفة خولة حمدي في صفحات هذه الرواية قضية الاختلاف العقائدي والديني، وتمازج الأديان السماوية الثلاثة في المجتمعات العربية، وذلك من خلال سرد قصة واقعية أضافت عليها من خيالها ما يضعها في إطار فني يصل إلى المتلفي ويؤثر فيه.[١]


وتدور الأحداث بصورة أساسية في ثلاثة أماكن رئيسية وهي جزيرة جربا في تونس ومدينة قانا العتيقة في لبنان بالإضافة إلى فرنسا،[٢][٣]وتتحرك في هذه الأماكن مجموعة من الشخصيات الفاعلة والتي لها دور بارز وكبير في تحديد مسار أحداث الرواية وتطورها، وقد تراوحت ما بين شخصيات رئيسية مثل: أحمد الشاب المسلم، والفتاة اليتيمة ريما، وندى الفتاة اليهودية، وشخصيات أخرى ثانوية ذات أهمية كبيرة ولها دور واضح في الرواية، مثل حسان، وسماح، وراشيل، وغيرها العديد من الشخصيات.[٤]


وتحكي هذه الرواية قصة الفتاة المسلمة ريما والتي مات والداها فعاشت يتيمة ونشأت في كنف أسرة جاكوب اليهودية، وقد أوصت والدة ريما عائلة جاكوب أن تتم تربيتها تربية إسلامية، فكان جاكوب يصطحبها إلى المسجد لتتلقى تعاليم الإسلام هناك وسط رفض كبير من زوجته خوفًا من تأثر أبنائها بذلك، فيضطر جاكوب إلى إرسال ريما لتعيش مع أخته راشيل في لبنان، لكنها هناك أيضًا كانت تتلقى معاملة سيئة من زوج راشيل، فتأخذها إلى منزل ابنة عمها سونيا والدة ندى البطلة الأخرى في الرواية.[١][٣]


ففي المقابل في لبنان تحكي الكاتبة قصة الفتاة اليهودية ندى، والتي تقع في حب أحمد الشاب المسلم وأحد أفراد المقاومة،والذي بالرغم من اختلاف ديانتهما إلا أنه تقدم لخطبتها وفق رفض شديد من العائلتين، لكنهما تمسّكا بحبهما ونجح أحمد في تحبيب ندى بالإسلام واعتناقها له وتعليمها بعض المفاهيم والتعاليم الإسلامية، وذلك بمساعدة الطفلة ريما التي كانت بمثابة حلقة الوصل بينهما بحكم عيشها وسط أسرة ندى.[١][٣]

وتتمثل العقدة بوفاة ريما بسبب إحدى الغارات التي شهدها لبنان واختفاء أحمد بصورة مفاجئة، وإثر هذه الصدمات النفسية التي تعرضت لها ندى تقرر أن تسافر إلى فرنسا، وتتم خطبتها من حسان صديق خطيبها أحمد بعد أن فقدت الأمل من عودته، لكن تتوالى الأحداث ويعود أحمد فاقدًا للذاكرة إثر سقوطه من منحدر عالٍ، فتدخل ندى في صراع كبير بين حسان وأحمد.[١][٣]


وتنتهي الأحداث بأنّ أحمد يستعيد ذاكرته، ويتزوج من حبيبته ندى بعد أن ضحى حسان بها من أجله، كما يُشهر أبطال الرواية من اليهود إسلامهم، حتى أولئك الذين كانوا أكثر اقتناعًا بدياناتهم وأكثر نفورًا من الإسلام.[١][٣]


السمات الفنية في رواية في قلبي أنثى عبرية

تمتاز رواية في قلبي أنثى عبرية بعدد من الخصائص والسمات الفنية، يُذكر منها ما يأتي:[٥][٦]

  • الاعتماد بصورة كبيرة على الحوار بهدف الكشف عن الفكرة الأساسية للرواية بوضوح أكثر.
  • قيام الرواية على خلفيات عقائدية وأيدولوجية.
  • استخدام عدة تقنيات زمانية تراوحت ما بين الاستباق والاسترجاع.
  • تعدد الأماكن الوارد ذكرها في الرواية ووضوح دورها في مسار الأحداث.
  • توظيف الاستطراد بطريقة فنية إبداعية.
  • البساطة والوضوح في السرد والألفاظ المستخدمة في الرواية.


ولقراءة ملخص المزيد من الروايات التي تمزج بين الواقع والخيال: رواية عين الفرس، رواية حفلة التفاهة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج عيسى بريهمات، ماجدة صادقي، الآخر اليهودي في رواية خولة حمدي، صفحة 6. بتصرّف.
  2. عيسى بريهمات، ماجدة صادقي، الآخر اليهودي في رواية في قلبي أنثى عبرية، صفحة 4. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج بسمة قليف، أحلام قاص، البنية السردية في رواية في قلبي أنثى عبرية، صفحة 125. بتصرّف.
  4. أحمد بقار، أنوثة الكتابة وصورة الآخر في رواية في قلبي أنثى عبرية، صفحة 6. بتصرّف.
  5. سميحة موان، إيمان صالحي، الأديولوجية في رواية في قلبي أنثى عبرية.pdf الأبعاد الأيدولوجية في رواية في قلبي أنثى عبرية، صفحة 81-82. بتصرّف.
  6. أحلام قاص، بسمة قليف، البنية السردية في رواية في قلبي أنثى عبرية، صفحة 118. بتصرّف.