فازت رواية موت صغير لمؤلفها السعودي محمد حسن علوان على الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2017م، وقد حازت على اهتمام واضح من القراء وشغلت حيزًا من دراسات النقاد والدارسين، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]
تحليل رواية موت صغير
يعرض الكاتب محمد حسن علوان في روايته هذه سيرة متخيلة لحياة محيي الدين بن العربي، التي مرّ خلالها بين عدد من المناطق والبلدان خاض فيها تجربة صوفية عميقة، أضاء من خلالها جوانب تاريخية واجتماعية،[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
يشكّل العنوان مدخلًا أساسيًا لقراءة النص الأدبي، وتشير الدراسات إلى أن عنوان هذه الرواية "موت صغير" يحمل دلالات وإيحاءات عدة تُثير القارئ للولوج إلى عالم الرواية، إذ تُعبّر الكلمة الأولى "موت" عن الحزن والألم، أما الكلمة الثانية "صغير" فتحمل مجالًا واسعًا للتأويل، كما تحمل دلالة تعبر عن بطل الرواية، ويذكر الباحث والكاتب هيثم جبر عباس أنّ المؤلف يمكن أن يكون قد اقتبس العنوان من عبارة شهيرة لابن العربي، وهي: "الحب موت صغير".[٢]
المكان
جعل الكاتب في روايته هذه المكان قضية أساسية، فقد أدى دورًا مهمًا في تطوير الأحداث وإبراز القيم الفكرية والروحية، وقد تعددت الأمكنة والفضاءات الواردة في هذه الرواية والمرتبطة بحياة ابن العربي ونشأته ورحلاته، ذاكرًا (الأندلس)، و(الإسكندرية)، و(مكة)، و(بغداد)، و (دمشق)، وغيرها من الأماكن المرتبطة ببطل الرواية.[٣]
الشخصيات الرئيسية
تدور أحداث رواية موت صغير بين عدد من الشخصيات الرئيسية المرتبطة بحياة ابن عربي، وفقًا لما ورد عن الكاتب أحمد الأغبري وهيثم جبر عباس في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية، منها:
- محيي الدين بن عربي.
- والد ابن عربي ووالدته.
- فاطمة بنت المثنى.
- شقيقتا محيي الدين.
- الحريري.
- الخياط.
- الشيخ زاهر الأصفهاني.
- نظام ابنة الشيخ الأصفهاني.
- أبو بكر الحصار.
الشخصيات الثانوية
تدور أحداث رواية موت صغير بين عدد من الشخصيات الثانوية، المرتبطة بحياة ابن عربي، وفقًا لما ورد عن الكاتب أحمد الأغبري وهيثم جبر عباس في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية، منها:
- زينب (ابنة محيي الدين بن عربي).
- مريم (زوجة محيي الدين بن عربي).
- بدر الحبشي.
- سودكين.
الأحداث الرئيسية
وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث هيثم جبار عباس في قراءته التحليلية لهذه الرواية دمج الكاتب فيها بين الحقيقة والخيال؛ فجزء منها مبني على أحداث حقيقية من سيرة ابن عربي، أما الجزء الآخر فكان من خيال الكاتب دمجه مع الحقيقة، وقد أقام روايته هذه على أربعة أوتاد رئيسية، فسرد الكاتب حياة ابن عربي منذ ولادته في الأندلس، وقد كان والده يعمل في قصر الملك وأمه كانت جارية، وكانت له مربية يحبها كأمه تنبأت له بأنه سيكون ذا شأن عظيم، وعندما بلغ ابن عربي ست سنوات من العمر انتقل إلى إشبيلية وقضى فيها طفولته وشبابه، وأخذ يجالس الصوفيين وينهل من علومهم حتى أصبح واحدًا منهم، وكان كثير التردد على شيخه الكومي يتعلم منه الكثير.
العقدة
وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث هيثم جبار عباس في قراءته التحليلية لهذه الرواية رأى ابن عربي حلمًا بأنه سيلتقي بشخص سيأخذه إلى مكة، وأبو بكر الحصّار رأى نفس الحلم بأن هناك شخصًا يأتي من الأندلس سيذهب معه إلى مكة، وقد أخذ كل منهما يبحث عن صاحبه، واستمرّ هذا البحث أربع سنوات، فيلتقي ابن العربي بالحصار الذي يلقى حتفه في القاهرة تاركًا أثره في ابن عربي، وفي منعطف آخر يقع ابن عربي في حب نظام ويتقدم لخطبتها.
الحل
وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث هيثم جبار عباس في قراءته التحليلية لهذه الرواية بعد رفض نظام الزواج من ابن عربي يترك ابن عربي بغداد ويسافر إلى مطلية في تركيا برحلة طويلة مليئة بالعجائب والغرائب، ويبقى فيها مدةً من الزمن حتى يلتقي بوتده الرابع شمس الدين التبريزي، وفي النهاية يعود ابن عربي من مطلية إلى دمشق حتى مات فيها.
السمات الفنية في رواية موت صغير
يُذكر أن رواية موت صغير تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث هيثم جبار عباس في قراءته التحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
- استخدام مفردات ومصطلحات غير مألوفة بالنسبة للقارئ البسيط.
- وضوح عنصر الدهشة والتشويق، الأمر الذي يساهم في جذب القارئ ودفعه للاستمرار في القراءة.
- السرد بلغة عربية فصيحة مرتبطة بالتراث والعالم الصوفي.
- اتصاف الأحداث الوارد ذكرها في الرواية بالدهشة والمباغتة والعجائبية.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الجميلة: رواية دميان، رواية رمل الماية.
المراجع
- ^ أ ب سميرة الحارثي، المكان، الصورة، والدلالة "رواية موت صغير نموذجًا"، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ سميرة الحارثي، المكان، الصورة، والدلالة "رواية موت صغير نموذجًا"، صفحة 37. بتصرّف.
- ↑ سميرة الحارثي، المكان، الصورة، والدلالة "رواية موت صغير نمذجًا"، صفحة 29. بتصرّف.