تعد رواية عمارة يعقوبيان لمؤلفها المصري علاء الأسواني من الروايات الواقعية ومن أشهر أعماله، وقد تُرجمت إلى العديد من اللغات، كما حازت هذه الرواية على عناية واضحة من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]


تحليل رواية عمارة يعقوبيان

تناول الكاتب في روايته هذه الأوضاع الاجتماعية في المجتمع المصري مُختزلًا في "عمارة يعقوبيان" التي مثلت مختلف شرائح المجتمع، فكانت تحمل رمزًا أكثر مما تحمل واقعًا، حسب ما ورد عن الكاتب والباحث خليل الشيخة في قراءته التحليلية لهذه الرواية، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يشكل العنوان العتبة الأولى للدخول إلى النص، وقد نجح الكاتب علاء الأسواني في روايته هذه من خلال عنوانها بتسليط الضوء على الهوية الثقافية من خلال العمارة التي حوت بين جدرانها طبقات اجتماعية مختلفة، إذ نبّه القارئ على أهمية هذا المكان وأنه محور الأحداث التي ستخدم الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها.[٢]


المكان

تدور أحداث هذه الرواية في وسط مدينة القاهرة في مصر بتسليط الضوء على سكان عمارة في هذه المنطقة، وبصورة عامة قسمت الأماكن في هذه الرواية إلى أماكن مفتوحة (مثل وسط البلد) وأخرى مغلقة (مثل العمارة).[٣]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية عمارة يعقوبيان بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وفقًا لما ورد في دراسة تحليلية لهه الرواية لمجموعة من الباحثين، وهي:

  • طه الشاذلي: هو شاب بسيط وطموح، وهو ابن بواب العمارة، كان يحلم بالدخول إلى كلية الشرطة، لكن الحظ العاثر منعه من ذلك.
  • بثينة: هي فتاة أنهت دراستها الثانوية واضطرت إلى الدخول في سوق العمل بعد وفاة والدها، كانت ما تزال تعتقد بالخير والفضيلة على الرغم من الشر المتفشي حولها، لكن مع تطور الأحداث يصبح الذل والهوان مُلازمين لها.
  • الحاج عزام: هو رجل ستيني، جاء وهو شاب صغير من أحد الأرياف الفقيرة إلى وسط مدينة القاهرة، وبعد عشرين عامًا أصبح من أصحاب الممتلكات والعقارات، وشخصية ذات نفوذ وسطوة.
  • زكي الدسوقي: هو عجوز في الخامسة والستين من عمره، كان مهندسًا ينتمي إلى عائلة أرستقراطية، ولد ودرس الهندسة في باريس ثم عاد مع عائلته إلى مصر، لكن ساء به الحال وأصبح وحيدًا.
  • حاتم رشيد: هو صحفي يُتقن عدة لغات ولديه مكتب صحفي يطبع لأهم الصحف العالمية، وهو الابن الوحيد لرجل مصري من امرأة فرنسية.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية عمارة يعقوبيان بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٤]

  • دولت شقيقة زكي الدسوقي.
  • عبد ربه الصعيدي.
  • سعاد جابر الزوجة الثانية للحاج عزام.
  • الوزير كمال الفولي.
  • الشيخ شاكر.
  • رباب.


الأحداث الرئيسية

تضمنت هذه الرواية أربع قصص مرتبطة بشبكة علاقات يُديرها الراوي بمهارة فنية، وقد انتقل الكاتب من قصة إلى أخرى محافظًا على عنصر التشويق، وهي قصة (زكي الدسوقي) بطل الرواية والخيط الذي يربط أجزاء الرواية كلها وأخته دولت، وقصة (طه الشاذلي) ابن البوّاب وخطيبته بثينة السيد، وكلاهما يسكن سطح العمارة، وقصة (حاتم رشيد) مع صديقه العسكري في الأمن المركزي، وقصة (الحاج عزام) صاحب الشركات الكبرى وزوجته الثانية سعاد جابر، ومن خلال هذه القصص يُشير الكاتب إلى الصراع القائم بين طبقة المُهمّشين والطبقة البرجوازية في عمارة يعقوبيان.[٥]


العقدة والحبكة

شهد المجتمع المصري الانفتاح والتقدم في مختلف نواحي الحياة، وقد شهدت عمارة يعقوبيان وسكانها هذا التحول والانفتاح، وقد كان في كل قصة من قصص هذه الرواية لحظة تأزم أدت إلى تحول في شخصياتها، حسب ما ورد عن الناقد نبيل حداد في قراءته النقدية لهذه الرواية.


الحل

تنتهي الرواية بزواج زكي الدسوقي من بثينة، مما يعني إذابة الفوارق بين الطبقات بعد تصالح الطبقة الأرستقراطية المتمثلة بزكي الدسوقي، والطبقة الفقيرة المتمثلة ببثينة، وذلك بفعل العمارة وختلاط سكانها.[٤]


السمات الفنية في رواية عمارة يعقوبيان

تتسم رواية عمارة يعقوبيان بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٦]

  • بناء الرواية على مستوى واحد من السرد؛ أي السرد بضمير الغائب.
  • الاقتباس من القرآن الكريم والسنة النبوية لتأكيد مصداقية الحدث وواقعيته.
  • تداخل القصص في الرواية، فكل قصة تؤدي إلى أخرى وكلها في النهاية تخدم الرواية ذاتها.
  • استخدام الحوار للكشف عن باطن الشخصيات وتطور الأحداث.
  • الإغراق في سرد التفاصيل بهدف تشويق القارئ وربطه بأحداث الرواية.
  • استخدام لغة عادية خالية من الصور الشعرية تناسب الواقع الاجتماعي الذي تنقله الأحداث.
  • استخدام اللغة العامية في الحوار بين الشخصيات.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الواقعية: رواية خان الخليلي، رواية طيور في الظهيرة.

المراجع

  1. عوني الفاعوري، عمارة يعقوبيان الرؤية والتشكيل، صفحة 1. بتصرّف.
  2. أماني الحفناوي، هوية المكان في روايتي "عمارة يعقوبيان" و"لاسكالا"، صفحة 9. بتصرّف.
  3. أماني الحفناوي، هوية المكان في روايتي "عمارة يعقوبيان" و"لاسكالا"، صفحة 15. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أماني الحفناوي، هوية المكان في روايتي "عمارة يعقوبيان" و"لاسكالا"، صفحة 25. بتصرّف.
  5. عوني الفاعوري، عمارة يعقوبيان الرؤية والتشكيل، صفحة 4. بتصرّف.
  6. عوني الفاعوري، عمارة يعقوبيان الرؤية والتشكيل، صفحة 11. بتصرّف.