تحمل رواية طوق الياسمين لمؤلفها الجزائري واسيني الأعرج رمزية روحية صوفية، وفقًا لما ورد عن حسين الحربي في قراءته التحليلة لها، وقد لاقت شهرةً كبيرةً واهتمامًا واضحًا من النقاد والباحثين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال تحليل مفصّل لهذه الرواية.


تحليل رواية طوق الياسمين

يصور الكاتب واسيني الأعرج في روايته هذه المرأة بوصفها الركيزة الأساسية في المجتمع بطبعها وعواطفها وفكرها، وذلك من خلال قصتي الحب التي جمعت بين أبطال الرواية،[١] ولتوضيح الفكرة التي أراد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية كما يأتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الدكتور حسين رحيم الحربي في قراءته النقدية لهذه الرواية يحمل العنوان "طوق الياسمين" شاعريةً ووقعًا مميزً في أذن القارئ، ويُشير إلى جمال المنظر وعبق الرائحة العطرة، فأراد الكاتب من خلاله أن يدلل على الصفاء والنقاء عند أبطال الرواية، كما أنّ في هذا العنوان إشارة إلى المكان الذي دارت فيه أحداث الرواية.


المكان

وفقًا لما ورد عن الدكتور حسين رحيم الحربي في قراءته النقدية لهذه الرواية يرمز الياسمين إلى موطنه، وهو بلاد الشام التي لا يخلو بيتٌ فيها من أشجار الياسمين المتمايلة، التي تنشر عطرها في الأحياء مع كل نسمة هواء، ومن هنا يتضح للقارئ أنّ أحداث الرواية تدور في مدينة (دمشق).


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية طوق الياسمين حول شخصية رئيسيّة محورية واحدة، وهي:[٢]

  • مريم: هي فتاة جامعيّة في العقد الثالث من عمرها، تتصف بالجمال والطيبة والظُرف، الحياة لم تنصفها لكنها صنعت منها امرأةً قويّة قادرة على مواجهة الحياة بكل صعابها.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية طوق الياسمين بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٢]

  • سيلفيا: هي فتاةٌ مسيحيّة جامعيّة، كانت صديقة مريم وحبيبة عيد عشّاب، تتميز باللطف بالرغم من أنَّها انفعاليّة، رفض والدها ارتباطها بعيد عشاب بسبب اختلاف الدين.
  • عيد عشّاب: هو شاب جامعي يعيش في حالة فقر مدقع، كان عاشقًا للفتاة المسيحيّة سيفيليا التي حال والداها دون لقائهما، وقد توفي عيد بسبب إدمانه على الكحول.
  • صالح: هو شابٌ جامعيٌ مُثقّف من عائلة ثريّة يتميّز بصرامته، وقد جاهد طويلاً للزواج من مريم، وحصل هذا الأمر في النهاية. [٣]


الأحداث الرئيسية

يحكي الكاتب في روايته هذه قصتي حب متوازيتين؛ قصة الراوي مع مريم ابنة بلده التي تصارحه بضرورة زواجهما، لكنه يبقى صامتًا ومرتبكًا، ويخبرها أنه ليس مؤهلًا للزواج بحجة ظروفه، ويطلب من التمّهل في طلبها ورغبتها، لكن في لحفظة اندفاع منها تخبره أنها قد تتركه مقابل هذه الرغبة، وأنّ صديقهما صالح الذي لا يمل ملاحقتها ينتظر أي إشارة منها ومستعد للزواج بها، ولأن الهدوء لازم الراوي فإنه يبقى فيه، ويخبرها أن لها كل الحرية في اختيار ما تريد، فتختار مريم أن تتزوج من صالح، أما قصة الحُبّ الثانية فهي قصة عيد عشاب الشاب المسلم الذي أحبَّ سيلفيا المسيحية وهي أيضًا أحبته، فتقدّم لطلب يدها لكنّ والدها رفض زواجهما بسبب اختلاف الدين.[٤]


العقدة

تكتشف مريم بعد زواجها من صالح أنها ما زالت متعلقة بحبيها السابق الراوي، الذي اعتزل الجميع وأقام وحده في شقة صغيرة في سوق "ساروجا"، وعن طريق سيليفا تبدأ بإرسال الرسائل إليه.[٤]


أما في المنعطف الآخر في الرواية حول علاقة عيد عشاب مع سيلفيا فيرفض والدها زواجهما ويقرر تزويجها بابن عمها، بينما يتمسك عيد عشاب بمعلّمه الأعظم الذي يأتيه في أحلامه ويقوده لاكتشاف درب طوق الياسمين.[٤]


الحل

تلتقي مريم مع حبيبها السابق في شقته مُظهرةً له مشاعر الندم على تركه، وتقرر أن تعيش لحظات حبها المسروق معه، ويكن لها ما تريد وتُنجب منه ابنتها سارة، إلا أنّ مرض القلب لا يُهملها فتموت وابنتها لحظة الولادة، تاركةً الحسرة والندم والفراغ في حياة حبيبها.[٤]


وفي المنعطف الآخر من الرواية بعد أن يكف عيد عشاب عن المرور بدرب طوق الياسمين تضيق الدنيا به، ويتوقف والده عن إرسال المال إليه ليبقى وحيدًا يواجه العالم المظلم منكسرًا، أما سيلفيا فتتزوج وتنجب الأبناء.[٤]


السمات الفنية في رواية طوق الياسمين

تتسم رواية طوق الياسمين بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٥]

  • اللجوء إلى تضمين الحوار في الرواية، الأمر الذي يساهم في الكشف عن ملامح الشخصيات وأبعادها.
  • مساهمة الشخصيات الوارد ذكرها في الرواية في تفعيل الأحداث.
  • التركيز على وصف الأماكن لإبراز الحدث
  • تغيّر الزمن في الرواية بتغيّر الأحداث.
  • الاعتماد على تقنية الاسترجاع بكثرة في الرواية.
  • تسريع السرد من خلال الخلاصة والحذف، الأمر الذي نتج عنه التسريع في سرد الأحداث.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات في مجالات متنوعة: رواية مرتفعات وذرينغ، رواية فخاخ الرائحة.

المراجع

  1. هاجر محمودي، hadjer.pdf المرأة والمدينة في رواية طوق الياسمين، صفحة 65. بتصرّف.
  2. ^ أ ب هاجر محمودي، hadjer.pdf المرأة والمدينة في رواية طوق الياسمين لواسيني الأعرج، صفحة 37. بتصرّف.
  3. هاجر محمودي، hadjer.pdf المرأة والمدينة في رواية طوق الياسمين لواسيني الأعرج، صفحة 40. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج يمينة مجناح، بنية الشخصية في رواية طوق الياسمين، صفحة 68. بتصرّف.
  5. هاجر محمودي، hadjer.pdf المرأة والمدينة في رواية طوق الياسمين لواسيني الأعرج، صفحة 65. بتصرّف.