تجمع رواية شيفرة دافنشي لمؤلفها الروائي الأمريكي دان براون بين الغموض والإثارة والتاريخ، ويمكن أن تصنف أيضًا على أنها رواية بوليسية، حسب العديد من الدراسات والأبحاث، وقد نالت شهرة واسعة واهتمامًا واضحًا من القراء، لذا قدمنا في هذا المقال تحليلًا موجزًا لها.


تحليل رواية شيفرة دافنشي

تجسّد رواية شيفرة دافنشي محاولات كاتبها دان براون تسليط الضوء على بعض القضايا الشائكة في الدين المسيحي، وذلك بقالب فني مليء بالمغامرات والإثارة،[١] وللإيضاح أكثر تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها كما يأتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن مجموعة من الباحثين والدارسين في قراءة تحليلية لهذه الرواية فإنّ العنوان "شيفرة دافنشي" يعدّ رمزيًا وجاذبًا ويشي بالوقت نفسه للإطار البوليسي الذي تتمحور حوله الرواية؛ فهناك "شيفرة" تحتاج إلى تحليلها ومعرفة أسرارها واكتشاف علاقتها بالرسام "دافنشي" ولوحاته بعد الغوص أكثر في عالم الرواية.


المكان

وفقًا لما ورد عن مجموعة من الباحثين والدارسين لهذا العمل الأدبي فإنّ أحداث رواية "شيفرة دافنشي" تدور على نحو أساسي في فرنسا وعاصمتها باريس بشوارعها وكنائسها المختلفة، وفي بريطانيا بأماكنها المتعددة، لكن شكّل متحف اللوفر في باريس نقطة الانطلاق للأحداث ولتشعّب الأماكن، وإلى جانب ذلك توجد مجموعة من الأماكن الأخرى التي كان لها حضور في الرواية، مثل إسبانيا، وأمريكا، وإيطاليا، وفي العموم لكلّ مكان ورد ذكره في الرواية أهمية ودور في تطور الأحداث.[٢]


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في هذه الرواية بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي كالآتي:[٣]

  • روبرت لانغدون: يعد الشخصية المحورية في الرواية، وهو شخصية ناجحة ويعمل أستاذًا في علم الرموز في جامعة هارفارد، ولديه شغف كبيرة في تفكيك الأمور المعقدة والألغاز.
  • صوفي نوفو: هي بطلة الرواية، فتاة تبلغ من العمر 30 عامًا، وتعمل في جهاز الشرطة في فكّ الشيفرات والرموز وتحليلها، وهي أيضًا حفيدة سونيير الذي تم قتله.
  • جاك سونيير: هو جدّ صوفي يعمل أمين عام متحف اللوفر في باريس، ويعد مقتله نقطة انطلاق الأحداث وتطورها، وقد ترك مجموعة من الرموز مكان الجريمة.
  • سيلاس: هو راهب من جماعة تدعى أوبوس داي، عاش طفولة تعيسة جعلته بالشكل الذي ظهر عليه، ويُكتشف أنه قاتل جاك سونيير.
  • لاي تيبينغ: هو رجل مؤرخ وثري جدًا، لكنه مصاب بمرض شلل الأطفال، يُكتشف فيما بعد أنه العقل المدبر للمؤامرات الشريرة.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في هذه الرواية بين عدد من الشخصيات الثانوية، منها الآتي ذكرهم:[٣]

  • ساندرين بيل: هي حارسة كنيسة سان سولبيس، يتم قتلها على يد سيلاس.
  • ماري شوفيل: هي زوجة سونيير وجدّة صوفي، تتسم باللطف والذكاء، ولها دور مهم في الخطة التي حيكت في الرواية.
  • جيروم كوليت: هو رجل يعمل ضابطًا في الشرطة الفرنسية، ويرتكب العديد من الأخطاء في عمله.
  • بيزو فاش: هو نقيب الشرطة القضائية في فرنسا، يستخدم في عمله أساليبه الخاصة غير التقليدية.
  • كلود جروارد: يعمل حارسًا في متحف اللوفر، وكان صديقًا مقربًا من المغدور سونيير.
  • ريمي: هو خادم لاي تيبينغ، وقد شارك في المؤامرة من أجل المال فقط.


الأحداث الرئيسية

حسب ما ورد عن مجموعة من الباحثين تبدأ أحداث الرواية بجريمة قتل جاك سونيير التي وقعت في متحف اللوفر، بعد أن دخل إليه أحدهم ليلاً وأطلق النار عليه بعد أن فشل في الحصول على معلومات منه عن الكأس المقدسة، لكن قبل أن يلفظ سونيير ألفاظه الأخيرة استطاع أن يترك رموزًا محيرة كالنجمة الخماسية واضعًا بجانبها اسم روبرت لانغدون، واستلقى على الأرض بطريقة مشابهة لإحدى لوحات الرسام دافنشي.


تم استدعاء الشرطة وخبيرة الشيفرات فيها صوفي -والتي لم تكن سوى حفيدة سونيير- لمتابعة حيثيات تلك الجريمة ومحاولة فكّ رموزها، إلى جانب استدعاء الأستاذ روبرت لانغدون لورود اسمه في مكان الجريمة وإمكانية أن يكون هو القاتل، لكن صوفي تشعر أنّ جدها أراد إرسال رسالة لها ليكون لانغدون مساعدًا لها، فتبدأ بعد إثبات براءته وتهريب صوفي له مغامراتهما معًا للكشف عن عدة جرائم، وقد عثرا على معلومات مهمة عنها متنقلين من مكان إلى آخر.


العقدة

حسب ما ورد عن مجموعة من الباحثين يتم اكتشاف أن سونيير ينتمي إلى إحدى الجماعات الدينية التي تحمل فكرًا معينًا عن السيد المسيح، وأنّ دافنشي أحد أعضائها أيضًا ولوحاته تساعد في فكّ الشيفرات والألغاز المحيّرة، وينضم إلى صوفي ولانغدرون المؤرخ لاي تيبينغ، لتبدأ الرموز بالتفكك شيئًا فشيئًا.


الحل

حسب ما ورد عن مجموعة من الباحثين يتعرض لانغدون وصوفي للصدمة بعد معرفتهما أنّ لاي تيبينغ هو العقل المدبّر لكل الأحداث المثيرة التي وقعت وقت سونيير أيضًا، ويستطيع لانغدون بطريقته الذكية كشف جميع الأسرار والعثور على جميع الوثائق المهمة، ويتم بعدها إلقاء القبض على لاي تيبينغ.


السمات الفنية في رواية شيفرة دافنشي

تمتاز رواية شيفرة دافنشي بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، يُذكَر منها ما يأتي:[٤]

  • هيمنة الطابع التشويقي والمُثير على أحداث الرواية من بدايتها حتى نهايتها.
  • تشعب الأحداث في الرواية وكثافتها، وذلك بهدف جذب القارئ وبقائه معلقًا بها.
  • المزج بين وقائع وتاريخية وأحداث خيالية من وحي خيال الكاتب بطريقة فنية إبداعية.
  • المحاكاة في طريقة السرد لطريقة المشاهد السينمائية، إذ إنّ نهاية كل فصل منها تكون غير تامة تُستكمَل في الفصول التالية.
  • تحميل الرواية الكثير من الرموز والشيفرات.
  • توظيف العديد من التقنيات السردية في الرواية.


ولقراءة ملخص المزيد من الروايات التي تحمل بين طياتها الغموض والإثارة: رواية ابتسم فأنت ميت، رواية إيكادولي.


المراجع

  1. محمد فاتي، رواية شيفرة دافنشي: دينامية الأحداث وبلاغة السمات، صفحة 2. بتصرّف.
  2. دنيا باقل، أيوب جدي، تجليات المكان في الخطاب السردي عند الروائي دان براون، صفحة 14. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "davinci code characters", sparknotes. Edited.
  4. محمد فاتي، راية شيفرة دافنشي: دينامية الأحداث وبلاغة السمات، صفحة 3-28. بتصرّف.