حازت رواية سيدات القمر لمؤلفتها العمانية جوخة الحارثي على جائزة مان بوكر الدولية لعام 2019م، وفقًا لما ورد عن الدكتورة فريدة إبراهيم في قراءتها التحليلية لها، وقد شغلت هذه الرواية حيزًا من دراسات النقاد والدارسين وحازت على اهتمام واضح من القراء، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية سيدات القمر

وفقًا لما ورد عن الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة في دراسته التحليلية لهذه الرواية فقد اهتمت الكاتب جوخة الحارثي في عملها هذا بإبراز مجموعة من التحولات واختلاف التوجهات بين الأجيال في المُجتمع العماني، موظفةً التاريخ وأبرز التحولات التي حدثت من زمن إلى آخر، ولتوضيح الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة في دراسته التحليلية لهذه الرواية فإنّ العنوان "سيدات القمر" واضح المعنى ويُحيل القارئ إلى دلالات لطيفة، كما يساهم في تشويق القارئ لمعرفة مقاصد الكاتبة من ورائه، إذ تُشير كلمة "سيدات" إلى أنّ الرواية تحتفي بشخصيات نسائية، أما كلمة "القمر" فتُشير إلى بعض التوجهات الرومانسية المتعلقة بدلالات القمر في بعض مواضع الرواية، ويُلاحظ أنّ العنوان مرتبط بمضمون النص الروائي.


المكان

تدور أحداث رواية "سيدات القمر" بصورة رئيسية في إحدى القرى العمانية وهي قرية "العوافي"، إلى جانب ذكر العاصمة "مسقط"، وقد استطاعت الكاتبة تصوير الأجواء العمانية في هذا المكان تاريخيًا وعصريًا ورصد التغيرات التي طرأت على المجتمع في مختلف النواحي.[١]


الشخصيات الرئيسية

تدور أحداث رواية سيدات القمر بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وفقًا لما ورد عن الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة في دراسته التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • خولة: تتصف بأنها فتاة صابرة ومُعجبة بنفسها ومهتمة بشخصيتها، كما كانت كارهة للماضي رافضة للواقع، تقرر الانفصال عن ابن عمها ناصر وتفتح صالونًا للتجميل.
  • عزان: تكتسب هذه الشخصية رمزية خاصة وتنتمي إلى الجيل الماضي، كان يسهر مع البدو ويمضي مع أصدقائه جزءًا من الليل في الحديث والمُسامرة، وقد اتصف بأنه رجل رقيق وغير عنيد.
  • ميا: هي فتاة عاشقة أحبت شخصًا اسمه علي بن خلف لكنها تزوجت من ولد التاجر سليمان، وأنجبت فتاة أسمتها "لندن"، وقد اتسمت ميا بالوفاء والإخلاص والطاعة.
  • أسماء: هي فتاة مثقفة ومطّلعة على الأوضاع بعُمق، تزوجت من خالد وأكملت تعليمها، وقد شجعها زوجها على العمل، فحققت نجاحات كبيرة مع أسرتها.
  • خالد: هو رسام وشخصية مثقفة، وهو ابن عيسى الذي هاجر إلى القاهرة وظلّ مرتبطًا بالوطن عُمان، وقد سعى خالد إلى تحقيق ذاته عن طريق الفن والرسم.
  • نجية: لُقّبت في الرواية بالقمر لجمالها الساحر، ساهمت في تغيير حياة عزان إلى عوالم ساحرة، لكنها ظهرت في الرواية على أنها شخصية مأزومة بعيدة عن المجتمع نتيجة للظروف النفسية التي عاشتها.
  • سالمة: كان لهذه الشخصية حضور واضح في الرواية، وهي ابنة مسعود شيخ القبيلة فتنتمي إلى عائلة شريفة، وتمثل سالمة الماضي بطقوسه المختلفة والأمومة بشتى أبعادها.
  • عبد الله: هو زوج ميا وابن سليمان التاجر، وقد كان السارد الرئيس لأحداث هذه الرواية.


الشخصيات الثانوية

تدور أحداث رواية سيدات القمر بين عدد من الشخصيات الثانوية، وفقًا لما ورد عن الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة في دراسته التحليلية لهذه الرواية، وهي:

  • مسعود (شيخ القبيلة).
  • معاذ (شقيق سالمة).
  • الشيخ سعيد.
  • خزينة.
  • علي بن خلف.
  • عيسى.
  • أحمد.
  • ناصر.
  • نورة.
  • التاجر سليمان.


الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الباحث عدنان حسين أحمد في قراءته التحليلية لهذه الرواية ترصد الكاتبة أحوال الأُسَر في قرية "العوافي"، مثل: أسرة الشيخ مسعود، والتاجر سليمان، وعزّان وأسرته التي تشكل العمود الفقري للرواية والمحور الأساسي فيها، إذ تُشير إلى قصص الشقيقات الثلاث بنات عزان وتبدأ بقصة ميّا وعبدالله ولد التاجر سليمان الذي لم تكن تحبه لأنها كانت معجبة بعلي بن خلف الذي عاد من لندن بلا شهادة، وكانت تردد دائمًا بأنها لا تريد شيئًا سوى أن تراه، أما علاقة أسماء مع خالد فهي ناجحة، وافق لها على أن تكمل دراستها، فنالت دبلوم المعلّمات، وأصبحت "الزوجة الحرّة في حدود فلكه وليس خارجه"، وبالنسب للأخت الثالثة خولة فقصتها هي الأكثر درامية، فقد كانت تحب ابن عمّها ناصر ورفضت كل العرسان الذين تقدّموا إليها من أجله.


العقدة

وفقًا لما ورد عن الباحث عدنان حسين أحمد في قراءته التحليلية لهذه الرواية تزوجت ميا من عبد الله وأنجبت بنتًا أسمتها "لندن"، أما خولة فبعد زواجها من ناصر يتركها بعد مدة قصيرة ويُغادر إلى الزوجة الكنديّة، التي آوته في بيتها مدة عشر سنوات.


الحل

وفقًا لما ورد عن الدكتورة فريدة إبراهيم والباحث عدنان حسين أحمد في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية يرفض عبد الله استمرار والده باتخاذ العبيد بعد صدور قانون منع الرق والاتجار به، ويعود ناصر من كندا بعد أن طردته زوجته الكندية من حياتها، وأنجبت له أسماء خمسة أطفال واطمأنت على مستقبلهم، لكنها طلبت منه الطلاق لتطرده هي الأخرى من حياتها، ثم تنتقل الكاتبة إلى جيل الأحفاد متمثلًا بشخصية "لندن" ابنة ميا وعبدالله، وكيف استقلت برأيها، وفرضت نمط حياتها الذي ينقل وجه "سلطنة عُمان" الجديد بعد التحولات الكبرى التي طرأت على الحياة في نواحيها المختلفة.


الخصائص الفنية في رواية سيدات القمر

يُشار إلى أن رواية سيدات القمر تمتاز بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٢][١]

  • الاستعانة بتقنية التكرار لإضافة قيمة جمالية وإبداعية إلى النص الروائي.
  • توظيف التراث الشعبي بتنوعاته المختلفة توظيفًا مقصودًا وليس عشوائيًا.
  • منح كل شخصية في الرواية خصوصيتها بالرغم من انتمائها إلى بيئة واحدة ومرورها بتجربة واحدة.
  • اللجوء إلى تقنية الحوار والوصف للمساهمة في إيصال الفكرة التي تريد الكاتبة طرحها في الرواية.
  • اعتماد لغة السرد البسيط المكثف.
  • تناوب السرد ما بين ضمير الغائب وضمير المتكلم.
  • التداخل بين الزمن الحاضر والزمن الماضي في الرواية.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات في مجالات متنوعة: رواية نجل الفقير، رواية بطل من هذا الزمان.

المراجع

  1. ^ أ ب زاهر بن مرهون الداودي، خديجة بنت علي الغافرية، الزمن في رواية ....pdf?sequence=1&isAllowed=y بنية الزمن في رواية سيدات القمر، صفحة 5. بتصرّف.
  2. أماني حارث الغانمي، التجليات الشعرية وتداخل الأجناس في رواية سيدات القمر، صفحة 12. بتصرّف.