تعد رواية القندس للكاتب السعودي محمد حسن علوان من الروايات الواقعية، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النُقّاد والدارسين ومن القُرّاء أيضًا، وفي هذا المقال قدّمنا لكم تحليلًا لها.[١]


تحليل رواية القندس

تناول الكاتب في هذه الرواية العديد من جوانب الحياة، مسلطًا الضوء على عيوب المجتمع وسلبياته،[٢]ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

يتكون عنوان الرواية من كلمة واحدة تُخفي خلفها أسرارًا عدة وهي "القندس"، وهو جنس من الحيوانات يتبع فصيلة القندسية مع رتبة القوارض المائية، يعيش عادةً في الماء، ويعدّ هذا الحيوان أمهر مهندس في بناء السدود بين الحيوانات، وذلك من أجل حماية عائلته، فالروائي ربط بين القندس وحماية عائلته وبين عائلة بطل الرواية المفككة.[٢]


المكان 

إن أحداث رواية القندس موزعة ما بين "الرياض" مكان عيش غالب وعائلته، و"بورتلاند" في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد ذكر الكاتب فيهما مجموعة من الأماكن المغلقة مثل: البيت، والغرفة، والمسجد، ومجموعة من الأماكن المفتوحة مثل: النهر، والشوارع والأحياء، والسوق.[٣]


الشخصيات الرئيسية

دارت أحداث رواية القندس بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي كما يأتي:[٤]

  • غالب: يعدّ بطل الرواية والمؤدي لعملية السرد الروائي، عانى من العديد من المشكلات في حياته منذ طفولته حتى عمر الأربعين عامًا.
  • غادة: هي الشريكة والحبيبة لغالب لمدة عشرين سنة، لكن انتهت قصتهما بانفصالهما وزواج غادة من شخص آخر.


الشخصيات الثانوية

دارت أحداث رواية القندس بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي كما يأتي:[٥]

  • نورية: هي الأخت غير الشقيقة لغالب، شابة في مقتبل العمر، كانت تجهّز نفسها لأنها على مشارف الزواج.
  • بدرية: هي الأخت الشقيقة لغالب، والذي كان يتقاسم معها كل شيء حتى الأحاديث على إخوته غير الأشقاء.
  • الأم: هجرت زوجها بعد إنجابها لأبنائها مباشرة وتزوجت من رجل آخر، وعانت من إفلاس زوجها الثاني فعاشت حياة تعيسة.
  • الأب: يجسّد الشخصية السليطة والمتكبرة والمتعجرفة، وقد كان ميسور الحال.
  • داوود: هو خال غالب، شقيق أمه بالرضاعة فقط.
  • شيخة: هي زوجة الأب الثانية التي تزوجها بعد أن طلق الزوجة الأولى.


الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الكاتب أحمد العربي في قراءته التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث حول الشاب غالب الذي يعيش مع أخته نوره، فوالده متزوج من امرأة أخرى ولديه إخوة آخرون، يعاني من أبيه الذي يعامله بقسوة، فهو ضحية عنف نفسي وجسدي من الأب حتى سن النضج، ووالدته دائمة التذمر منه وتوبخه باستمرار، أما زوجة أبيه فعاملته بحنان وجعلته أخًا لأولادها.


تعلم غالب ووصل بعلمه إلى رسالة التخرج، التي كانت تحمل عنوان الأصول الريفية لأهل المدن، فتبحر في أصله الجنوبي عن جده البطل الأسطورة، ووالده الذي تجاوز القرية ليكون قبلة لأهله، ونموذجًا للناجح الخارج من قريته المعدومة والمحدودة، فدخل في تاريخ العائلة وامتلك أرضية بحث واسعة لرسالته، لكنه اصطدم مع أستاذه حول موضوعه وإنجازه ولم يلتزم معه، فوصل الأمر إلى طرده من الجامعة.


انتقل غالب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى نهر ويلامت التقى بحيوان القندس الذي لا يعرف عنه شيئًا، لكن تنشأ الألفة بينهما ويُصبح صديقه، فبعد مراقبته شعر أنه يشبهه ويشبه إخوته وعالمه، حيث لكل قندس معتزله وستاره ويعيش منفردًا، وفي غربته تلك تأتيه حبيبته لتعالج مشكلة لها مع زوجها، وقد ساهم ذلك في شعوره بأنّ حلمه بعودة حبيبته له يمكن أن يتحقق.


العقدة

وفقًا لما ورد عن الكاتب أحمد العربي في قراءته التحليلية لهذه الرواية لم يتحمل غالب العيش المشترك مع غادة وزوجها، فالعمر الذي مر أخذ معه هذا الحب وبقيت منه الخيبة فقط، فكان سعيدًا عندما تصالحت غادة مع زوجها، وقد غادرته مع خيبته من أوهامه، وفي منعطف آخر يطُرد غالب من قِبَل والده لأنه لم يقبل العمل معه، ليبدأ بالتعامل معه كأنه غير موجود، وقد أُصيب الوالد بمرض أدى إلى وفاته.


الحل

وفقًا لما ورد عن الكاتب أحمد العربي وغيره من الباحثين في قراءة تحليلية لهذه الرواية تنتهي الأحداث بوفاة الأب واجتماع الأبناء لاقتسام الميراث فيما بينهم، وقد ظنوا بأن ما سيحصلون عليه سيضيء حياتهم، إلا أن ظنهم كان خاطئًا، لأن أباهم لم يكن يملك سوى القليل، ولم يكن في حياته سوى واجهة لبعض الأشخاص المرموقين.[٢]


السمات الفنية في رواية القندس

اتسمت رواية القندس بعدد من الخصائص والسمات، يُذكَر منها ما يأتي:[٦]

  • التنوع في التقنيات السردية المستخدمة في الرواية.
  • توظيف التقنية الزمنية التي تعرف بالاسترجاع، من خلال رجوع الشخصية إلى الماضي، من أجل سرد الأحداث التي حدثت في تلك الفترة.
  • توظيف التقنية الزمنية التي تعرف بالاستباق، من خلال التنبوءات المستقبلية لما ستؤول إليه أحداث الرواية.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الواقعية: رواية نهاية رجل شجاع، رواية دمية النار.

المراجع

  1. شافية بلحوت، بشرى دحماني، جمالية البنية السردية في رواية القندس، صفحة 77. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت شافية بلحوت ، بشرى دحماني ، جمالية البنية السردية في رواية القندس، صفحة 22-24. بتصرّف.
  3. شافية بلحوت ، بشرى دحماني ، جمالية البنية السردية في رواية القندس، صفحة 26. بتصرّف.
  4. شافية بلحوت ، بشرى دحماني ، جمالية البنية السردية في رواية القندس، صفحة 65. بتصرّف.
  5. شافية بلحوت ، بشرى دحماني ، جمالية البنية السردية في رواية القندس، صفحة 67. بتصرّف.
  6. شافية بلحوت ، بشرى دحماني ، جمالية البنية السردية في رواية القندس، صفحة 77. بتصرّف.