تعد رواية الجريمة والعقاب لمؤلفها الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي من الروايات العالمية التي تغوص في أعماق النفس البشرية، وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث عبد الله بير في قراءته التحليلية لها، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين والقُرّاء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مُفصَلًا لها.


تحليل رواية الجريمة والعقاب

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث عبد الله بير في قراءته التحليلية لهذه الرواية يتناول الكاتب دوستويفسكي موضوع الخير والشر الكامن في أعماق نفس الإنسان، والذي يرتبط بالجريمة بالمعنى الواسع، فقد صورت ما يدور في نفس المجرم وهو يقدم على جريمته، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث عبد الله بير في قراءته التحليلية لهذه الرواية يتضح من خلال العنوان أنّ الكاتب يتحدث عن الجريمة وقضايا الخير والشر التي تتعلق بها، فبرزت الجريمة في البداية وكان الحديث عن العقاب في النهاية، ويُشار إلى أنّ التركيز الحقيقي للرواية لم يكن على هذه الثنائية فقط، ولكن على ما يكمُن بينهما.[١]


المكان

جرت أحداث هذه الرواية في مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا، وقُسمت إلى أماكن مفتوحة (مثل: المدينة، والحديقة، وأخرى مغلقة (مثل الشقة التي تسكن فيها العجوز المرابية، والسجن، والغرفة، الكنيسة).[٢]


الشخصيات الرئيسية

دارت أحداث رواية الجريمة والعقاب بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث عبد الله بير في قراءته التحليلية لهذه الرواية، وهي كما يأتي:[٣]

  • راسكولينكوف: هو بطل الرواية، شابٌ في الثالثة والعشرين من عمره، ذو شخصية مزدوجة ومريض نفسيًا، ويحدث له هذيان بكثرة، فيكون ذلك سببًا للشك به كقاتل للعجوزة المرابية.
  • بولشيريا ألكسندروفنا راسكولينكوف: هي والدة راسكولينكوف، وقد جاءت إلى مدينة سانت بطرسبرغ على أمل زواج ابنتها من "لوجين".
  • أفدوتيا رومانوفنا راسكولنيكوف: هي شقيقة راسكولينكوف، فتاة جميلة عملت مدبرة منزل عند "سفيدريجا" مدة من الزمن.
  • صونيا سيمونوفنا مارميلاردف: هي الابنة الكبرى لسيمون ماميدوف، كانت تعرف بأنها فتاة خجولة وبريئة.
  • ديمتري بروكوفيتش رازميخين: هو صديق بطل الرواية راسكولينكوف.
  • بروفيري بيتروفيتش: هو المحقق الذي تولى قضية (أليونا إيفانوفا) وأختها (إليزبيث)، وحاول إجبارهما على الاعتراف بجريمة القتل من خلال بعض الطرق النفسية، على الرغم من عدم وجود أدلة.


الشخصيات الثانوية

دارت أحداث رواية الجريمة والعقاب بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٤]

  • أليونا إيفانوفنا.
  • مارميلادوف.
  • زيانتيكوف صاحب الخمّارة.
  • صبي الخمارة.
  • الخادمة.
  • سفيدريجايلوف.
  • مارتا بتروفنا.
  • لوجن.
  • إليزابيث.


الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث السيد عبد الغني في قراءته التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث حول قصة شاب يدعى راسكولينكوف يدرس في كلية الحقوق، يعيش هذا الشاب حالة فقر شديدة، يسكن في بيت بائس وصغير ولا يملك ما يسد رمقه، وقد وصل مع هذا الوضع إلى مرحلة يأس شديدة، فكر بقتل سيدة عجوز مُرابية كانت تقرض الطلاب المال لقاء فائدة عليه، وقد وضع خطة محكمة لقتلها، فذهب إلى شقة المرابية أليونا إيفانوفنا وقتلها باستخدام فأس، لكن لسوء حظه جاءت أخت السيدة العجوز فجأةً فقتلها أيضًا.


وبسبب الصدمة التي أصابت راسكولينكوف من فعلته وحيرته وتردده وخوفه لم يسرق راسكولينكوف سوى بعض الأشياء وحقيبة صغيرة تاركًا ثروة العجوز الكبيرة كما هي، ثم هرب مباشرة دون أن يراه أحد، وبعد ارتكابه هذه الجريمة أخفى الأشياء التي سرقها ونظف ثيابه من آثار الدماء، وبسبب الرعب والندم يصاب بالحمى راسكولينكوف، وتسيطر عليه حالة من الخوف والقلق الشديد.


العقدة

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث السيد عبد الغني في قراءته التحليلية لهذه الرواية يتعرف راسكولينكوف على المحقق بورفيري، وكانت شكوك المحقق تلاحق راسكولينكوف نتيجة حالته النفسية، ومع الوقت يتأكد المحقق من أنّ لهذا الشاب علاقة بالجريمة لكن ليس لديه أي دليل على ذلك، كما تنشأ فيما بعد علاقة بين سونيا وراسكولينكوف، ويجعله عذاب الضمير يبوح لسونيا بجريمته، وبعد عدة محاولات تنجح سونيا في إقناع راسكولينكوفب بالاعتراف للشرطة بجريمته ليتخلص من هذا العذاب.


الحل

وفقًا لما ورد عن الكاتب والباحث السيد عبد الغني في قراءته التحليلية لهذه الرواية تلقى راسكولينكوف بدلاً من عقوبة الإعدام حكمًا مخففًا بالسجن لمدة ثماني سنوات من الأشغال الشاقة في سيبيريا، وبعد اعتقاله أصيبت والدته بالهذيان وماتت، كما تزوّج رزوميخين ودونيا، وأدرك راسكولينكوف في النهاية أنه يحب سونيا حقًا، وأعرب عن ندمه على جريمته.


السمات الفنية في رواية الجريمة والعقاب

اتسمت رواية الجريمة والعقاب بعدد من الخصائص والسمات، يذكر منها ما يأتي:[٥]

  • التنوع في استخدام التقنيات الزمنية، ما بين استباق واسترجاع واستقبال.
  • تعدد الإشارات الزمنية، منها ما هو محدد ومنها ما هو غير محدد.
  • توظيف الحوار بإتقان بوصفه عاملًا مهمًا في تفعيل الحدث.
  • التنوع في التقنيات السردية المستخدمة في الرواية.

المراجع

  1. السعيد عبد الغني، "تحليل رواية الجريمة والعقاب لدوستويفسكي"، الحوار المتمدن. بتصرّف.
  2. سميرة قدوز، صليحة بوودن، الجريمة والعقاب:دراسة سردية، صفحة 67. بتصرّف.
  3. عبد الله البير، "قراءة في رواية - الجريمة والعقاب - لفيودور دوستويفسكي -"، الحوار المتمدن. بتصرّف.
  4. سميرة قدرز، صليحة بوودن، الجريمة والعقاب دراسة سردية، صفحة 60. بتصرّف.
  5. سميرة قدرز، صليحة بوودن، الجريمة والعقاب: دراسة سردية، صفحة 72-84. بتصرّف.