تصنّف رواية البحث عن وليد مسعود لمؤلفها الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا على أنها من الروايات الواقعية الاجتماعية، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.[١]
تحليل رواية البحث عن وليد مسعود
حسب ما ورد عن الدكتور حماد أبو شاويش والدكتور إبراهيم عواد في قراءتهما التحليلية لهذه الرواية تناول المؤلف جبرا إبراهيم جبرا في روايته هذه الإنسان وقضاياه والاغتراب الذي يعيشه، مُجسدًا ذلك من خلال أزمة المثقف في واقعه، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
يُثير عنوان الرواية "البحث عن وليد مسعود" تساؤلات في نفس القارئ حول اختفاء وليد، كما تمظهر فيه المكان من خلال استخدام كلمة البحث، مما ساهم في توضيح دلالات النص واكتشاف معانيه الحقيقية.[٢]
المكان
تدور الأحداث في رواية "البحث عن وليد مسعود" بصورة عامة في فلسطين بين مدينتي (بيت لحم) و(القدس)، إلى جانب مدينة (روما) التي شكّلت الملجأ والخلاص لبطل الرواية، كما يُشار إلى أنّ الأماكن الوارد ذكرها تقسم إلى أماكن مفتوحة (مثل المدن) وأخرى مغلقة (مثل المكتب والبيت).[٣]
الشخصيات الرئيسية
تدور أحداث رواية البحث عن وليد مسعود حول شخصية رئيسية محورية واحدة، وهي:[٤]
- وليد مسعود: هو البطل والشخصية المحورية في الرواية، وهو شاب فلسطيني لم يُقم مع والديه طويلًا فذهب للدراسة في إيطاليا، ويُشار إلى أنّه يعد رمزًا للمثقّف الفلسطيني المغترب.
الشخصيات الثانوية
تدور أحداث رواية البحث عن وليد مسعود بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:[٤]
- جواد حسني.
- عيسى الناصر.
- طارق رؤوف.
- مريم الصفار.
- مسعود.
- مروان وليد.
- وصال رؤوف.
- إبراهيم الحاج نوفل.
- كاظم إسماعيل.
الأحداث الرئيسية
يحكي الكاتب في هذه الرواية قصة رجل يعيش في بيت لحم اسمه "مسعود فرحان"، وهو سائق عربة يجرّها حصانان ينقل من خلالها الركاب بين بيت لحم ومدينة القدس، وتزّوج مسعود من امرأة اسمها نجمة، وبعد مدة يرزقان بولد أسمياه خميس، لكنّه عندما كبر حول اسمه إلى وليد وجعل الجميع يناديه بهذا الاسم، ويدرس وليد الاقتصاد ويعمل في البنك، لكنه يلتحق بالمجاهدين عدة أشهر، ثم يذهب إلى دمشق ويلتحق بجيش الإنقاذ.[٥]
بعد مدة يستقر وليد في بغداد ويعود إلى العمل في البنك، وعندما توفي والده مسعود لم يستطع وليد الحضور إلى بيت لحم إلا بعد أربعة أيام، فقد كان من الصعب عليه التنقل من بلد إلى آخر، وبعد مدة يتزوج وليد من ريما ويُرزقان بمروان، كما يعتقل الاحتلال الإسرائيلي وليد في بيت لحم ويطردوه من وطنه، فيعود بصعوبة إلى بغداد.[٥]
العقدة
يلتحق وليد وابنه مروان بالثوار فيستشهد مروان وينتقل وليد من بغداد ويترك سيارته على قارعة الطريق الصحراوي وفيها شريط سجل عليه أِشياء كثيرة عن حياته ثم يختفي، ويُصدَم أصدقاؤه مما جرى معه ويجتمعون معًا للاستماع للشريط ومحاولة البحث عن وليد والعثور عليه.[٥]
الحل
تبدأ كل شخصية بالحديث عن وليد مسعود من منظورها الخاص ومعرفتها به، ويشير الدكتور طارق أنّ في الشريط أشياء مهمة؛ فقد قال وليد إنه مصاب بما يعرف بـ "عقدة الأم"، لذا يقرر صديقه جواد حسني إعداد كتاب عن وليد مسعود وبدأ تحليل الشريط نفسيًا.[٥]
السمات الفنية في رواية البحث عن وليد مسعود
بعد قراءة رواية البحث عن وليد مسعود يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٦]
- توظيف تقنيات سردية متنوعة في بناء الرواية.
- التماسك الفني للرواية.
- تضمين الحوار في الرواية للكشف عن جوانب الشخصية المحورية فيها.
- اعتماد تقنية الوصف في الكشف عن الجوانب الخفية من الرواية.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الواقعية الاجتماعية: رواية في بيتنا رجل، رواية عزف منفرد على البيانو.
المراجع
- ↑ دليلة معلمي، سعاد جلود، تمظهرات المكان في رواية البحث عن وليد مسعود، صفحة 84. بتصرّف.
- ↑ دليلة معلمي، سعاد جلود، تمظهرات الكان في رواية البحث عن وليد مسعود، صفحة 39. بتصرّف.
- ↑ دليلة معلمي، سعاد جلود، تمظهرات المكان في رواية البحث عن وليد مسعود، صفحة 67. بتصرّف.
- ^ أ ب ربابة رمضاني، رجاء أبو علي، الأصوات المتعددة وتيار الوعي في رواية البحث عن وليد مسعود، صفحة 9. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث دليلة معلمي، سعاد جلود، تمظهرات المكان في رواية البحث عن وليد مسعود، صفحة 88. بتصرّف.
- ↑ لينداء عبيد، البحث عن الذات وغنى التنوع السردي في رواية البحث عن وليد مسعود، صفحة 13. بتصرّف.