ابن سلام الجمحي

يُعرف محمد بن سلام بن عبيد الله بن سالم الجمحي المُكنّى بأبي عبد الله البصري بأنّه أديب ومؤلف بارز، وُصِفَ بأنّه من أعيان أهل الأدب، وكان عالمًا بالشعر والأخبار، وهما من جملة علوم الأدب، وتُشير بعض المصادر إلى أنّ ابن سلام الجمحي نال شهرة واسعة من خلال كتابه طبقات فحول الشعراء بالدرجة الأولى، إلى جانب العديد من الكتب والمؤلفات الأخرى التي تحمل قيمة بارزة.[١][٢]


مولد ابن سلام الجمحي ونشأته

لم ترد في الكتب والمصادر الكثير من المعلومات حول سيرة ابن سلام الجمحي ونشأته، لكن يُذكَر أنّه وُلِد في مدينة البصرة دون ذكر تاريخ محدّد، ويُذكَر أنّه شقيق الأديب عبد الرحمن بن سلام الجمحي، وموَلى قُدامة بن مظعون الجمحي، وقد أخذ عن حمّاد بن سلمة، ومبارك بن فضالة، وغيرهما، كما روى عنه الإمام أحمد بن حنبل وابنه عبد الله، وأبو العباس ثعلب، وأحمد بن علي الأبّار، ومما أجمعت عليه المصادر أنّ ابن سلام الجمحي قَدِمَ إلى بغداد في عام 222 هـ وأقام فيها حتى وفاته.[٢][١]

مكانة ابن سلام الجمحي العلمية والثقافية

وُصِف ابن سلام الجمحي بأنّه صاحب موسوعة علمية كما كانت العادة في عصره لأصحاب الأدب والثقافة، ومن رواة الأخبار والأشعار، وقد امتدّت ثقافته إلى شتّى العلوم والمعارف، وقد أبدى عطاءً كبيرًا في مختلف الميادين، وقد أظهرت مؤلفاته التي وصلت إلينا مكانته العلمية بين أقدم رواة تاريخ الأدب العربي وعلم فقه اللغة.[٣]


كتاب طبقات فحول الشعراء

يعد هذا الكتاب من أشهر كتب ابن سلام الجمحي، تناول فيه الشعراء العرب المشهورين والمعروفين وأشعارهم، وهم من أهل الجاهلية، والإسلام، والمخضرمين، وقد سار فيه وفق منهج أسماه "الطبقات؛ إذ اختار من هؤلاء الشعراء المشهورين الفحول منهم، ثم اختار من هؤلاء الفحول أربعين شاعرًا في الجاهلية وأربعين شاعرًا في الإسلام، ثم عاد ونظر في شعر الأربعين من الفحول، وصنّف من تشابه شعرهم في طبقة، فكان مفهوم الطبقة عند ابن سلام الجمحي يتضمن أشعر العرب في مذهب من مذاهب الشعر، أو في ضرب من ضروبه، أو نهجًا من مناهجه.[٤]


أبرز مؤلفات ابن سلام الجمحي

أثرى ابن سلام الجمحي المكتبة العربية بالعديد من الكتب والمؤلفات القيّمة، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٣]

  • كتاب بيوتات العرب.
  • كتاب الفاصل في ملح الأخيار.
  • كتاب طبقات الشعراء الجاهليين.
  • كتاب طبقات الشعراء الإسلاميين.


وفاة ابن سلام الجمحي

أُصيب ابن سلام الجمحي بعلّة شديدة عند قدومه إلى بغداد عام 222 هـ، وعُرِض على أشهر الأطباء هناك، من ضمنهم ابن ماسويه الذي عالجه مما كان فيه، وعاش بعد علّته قرابة العشر سنوات، وقد اختلف المؤرخون في تحديد التاريخ الدقيق لوفاة ابن سلام الجمحي، إذ أشارت بعض المصادر إلى أنّه توفي عام 231 هـ، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أنّه توفي في عام 232 هـ عن عمر يُناهز التسعين سنة ونيّف.[٥]


ولقراءة معلومات عن غيره من الشخصيات: عمر الخيام، ابن قتيبة.

المراجع

  1. ^ أ ب ياقوت الحموي، معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، صفحة 2541. بتصرّف.
  2. ^ أ ب الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، صفحة 276. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد بن سلام الجمحي، طبقات الشعراء، صفحة 6. بتصرّف.
  4. صورية سلطان، 298 سلطان صورية.pdf?sequence=1 الطبقات الشعرية في ضوء الدراسات النقدية المعاصرة، صفحة 38. بتصرّف.
  5. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 652. بتصرّف.