تحليل رواية ناقة صالحة

تعدّ رواية ناقة صالحة للكاتب والروائي الكويتي سعود السنعوسي من الروايات الاجتماعية الممزوجة بالخيال، بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في قراءة تحليلية لها، ويُشار إلى أنها لاقت اهتمامًا واضحًا من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، لذا قدمنا لكم في هذا المقال تحليلًا لها.

تحليل رواية ناقة صالحة

جسّد الكاتب سعود السنعوسي في هذه الرواية بعض القضايا الاجتماعية والعادات والتقاليد التي قد تقف عائقًا أمام الرغبات الإنسانية،^[١] وللتوضيح أكثر حول الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها كما يأتي:

العنوان

جعل الكاتب من الشخصية الرئيسية عنوانًا لروايته "ناقة صالحة"، فقد حددت العتبة والبداية ما سيؤول إليه النص من أحداث متنامية ستكون مرتبطة بهاتين الشخصيتين؛ "الناقة" و"صالحة"، مما يوحي إلى القارئ باحتمالات ورؤى تسهل عليه الولوج إلى عالم الرواية.^[٢]

المكان

بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث بصورة أساسية في بادية الكويت وصحرائها، وقد صور الكاتب طبيعة الحياة القبلية فيها.

الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية ناقة صالحة بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:^[٢]

• ناقة صالحة/ وضحى: أدت هذه الشخصية دورًا محوريًا في الرواية، وهي ناقة خلوج؛ أي الناقة التي تفقد ابنها وتظل مدة تحنّ إليه ويخالجها الحزن، وقد جاءت في هذه الرواية رمزًا للإنسان العربي.
• صالحة: ارتبط اسمها باسم الناقة التي كانت تشكّل جزءًا منها ومن حياتها، وقد تزوجت صالحة من ابن عمها صالح تماشيًا مع أعراف القبيلة، لكنها لم تستطع التأقلم معه، فقد كانت تحب ابن خالها دخيل.
• دخيل: هو ابن خال صالحة، كان يحبّها منذ الصغر وهما يرعيان الإبل في مضارب القبيلة، لكنّ الأعراف كانت تستدعي تزويج صالحة من ابن عمها، فاضطر دخيل إلى هجر قبيلته والرحيل عنها.

الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية ناقة صالحة بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:^[٣]

• صالح: هو ابن عم صالحة وزوجها، كان يكره دخيل ويكنّ له البغض لعلمه بعلاقة الحب بينه وبين صالحة.
• فالح: هو شقيق صالح، وقد ولد ساعة موت أكبر معمّر في القبيلة الشيخ أبي الغرابين، فالتصقت به لعنة روح الشيخ، وكان يكنّ الحقد على أخيه بسبب تمييز والدهما له.
• أم دحام: هي المرأة التي ربت صالحة بعد أن توفيت والدتها عند ولادتها، وكانت حنونة وطيبة القلب ورحيمة بها، حتى أصبحت مرشدتها وكاتمة أسرارها.
• الولد: هو الطفل الذي ولدته صالحة، ولم يكن يحمل اسمًا، كان يرضع من الناقة وضحى ويلعب مع ابنها.

الأحداث الرئيسية

بناء على ما ورد عن الدكتورة داليا حمامي في قراءة تحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث حول الفتاة صالحة التي كانت تحب ابن خالها دخيل بن أسمر، لكن هذا الحب لم يتم؛ فكانت العادات تقتضي زواج الفتاة من ابن عمها، فاضطر دخيل إلى مغادرة قبيلته عقب انتشار قصيدة له يتغزل فيها بصالحة ويهجو عمه شيخ القبيلة، رغم أنه ليس هو من نظمها، وبحكم العادات تتزوج صالحة من ابن عمها صالح، وتضع مولودًا وحدها تعرف من والده الحقيقي.

وفي منعطف آخر تقوم معركة بين القبائل في الكويت، فيُخبر فالح أخاه صالح أنه مطلوب بالاسم للمشاركة فيها، وبالفعل يشارك في المعركة ويُقتل فيها، فيذهب فالح إلى صالحة ويعطيها بندقية زوجها ويخبرها أنه مات وأنه لم يكن مطلوبًا للقتال كما ادعى، فتقرر صالحة الذهاب إلى حبيبها دخيل في الكويت بصحبة ابنها على ظهر ناقتها وضحى وحوارها -أي ولد الناقة-.

العقدة

بناء على ما ورد عن الدكتورة داليا حمامي في قراءة تحليلية لهذه الرواية على مشارف الكويت تركل الناقة ابن صالحة بالخطأ فيموت، الأمر الذي دفع صالحة إلى الانتقام منها وذبح حوارها أمامها، فتبرك عليها الناقة الثكلى وتقتلها.

الحل

بناء على ما ورد عن الدكتورة داليا حمامي في قراءة تحليلية لهذه الرواية كان دخيل متوجهًا إلى ديار صالحة للزواج منها بعد علمه بوفاة زوجها صالح، وفي طريقه سمع نواح الناقة الخلوج فهرع إليها ليجد صالحة وابنها مقتولين، فحملهما وعاد إلى الكويت وحفر قبرًا لحبيبته صالحة حتى لا يضيع منه كما ضاع قبر أبيه، وظل يزورها باستمرار.

السمات الفنية في رواية ناقة صالحة

تتسم رواية ناقة صالحة بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في قراءة تحليلية لها، منها الآتي:

• تناوب السرد بين أكثر من راوٍ.
• استخدام لغة ومفردات ملائمة لطبيعة البيئة الصحراوية.
• تضمين الخيال في الرواية.
• دقة الوصف للأماكن والشخصيات.

ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الاجتماعية: رواية عرس الزين، رواية فخاخ الرائحة.