تعد رواية فخاخ الرائحة للروائي السعودي يوسف المحيميد من الروايات الاجتماعية ذات البنية الحداثية، بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لها، وقد حازت على اهتمام واضح من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، لذا قدمنا لكم في هذا المقال تحليلًا لها.
تحليل رواية فخاخ الرائحة
بناء على ما ورد عن الدكتور صغير أحمد ضامن علي في قراءته التحليلية لهذه الرواية أراد الكاتب يوسف المحيميد فيها عرض مجموعة من القضايا والمشكلات الاجتماعية، مبرزًا أثرها في النفس الإنسانية، وللتوضيح أكثر حول الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
جاء عنوان الرواية "فخاخ الرائحة" غامضًا ومُثيرًا في الوقت ذاته؛ إذ يحمل مفارقة صادمة للقارئ تُثير التساؤلات في ذهنه عن إمكانية أن يكون للرائحة فخاخ، وقد ترك الكاتب للقارئ فكّ رمزيته ودلالاته بين سطور النص الروائي بعد الدخول إلى عالم الرواية والغوص فيه أكثر.[١]
المكان
بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لهذه الرواية فقد حاول الكاتب أن يقدّم ثنائية الصحراء والمدينة، إذ تدور الأحداث في عدد من الأماكن تتمثل بالصحراء السودانية، وقرية "أم الهباب" السودانية، بالإضافة إلى مدينة "الرياض" السعودية.
الشخصيات الرئيسية
تدور الأحداث في رواية فخاخ الرائحة حول شخصية رئيسية محورية واحدة، بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لها، وهي:
- طراد: هو رجل بدوي يطارد الجوع والوحوش منذ صغره، وقد أصبح بعد ذلك هاربًا من الصحراء، لكن كانت حياته في المدينة مملة وراكدة لدرجة أوصلته إلى اليأس والإحباط.
الشخصيات الثانوية
تدور الأحداث في رواية فخاخ الرائحة بين عدد من الشخصيات الثانوية، بناء على ما ورد عن مجموعة من الباحثين في دراسة تحليلية لها، وهي كما يأتي:
- نهار: هو قاطع طريق في الصحراء وصديق طراد، اتحدا معًا بعد صراع على نهب المسافرين والسطو على القوافل التي تمرّ من الصحراء.
- العم توفيق السوداني: اختطفته إحدى الجماعات وألحقته بالرقيق، فتم بيعه في سوق العبيد، ثم عمل في عدد من منازل الأثرياء خادمًا ثم سائقًا.
- ناصر عبد الإله: هو لقيط عُثر عليه قرب القمامة، فأمضى سنواته الأولى في دار الحضانة الاجتماعية، ثم تبنّته إحدى السيدات النبيلات فانتقل للعيش في القصر الفخم.
- حريم القصور والجواري: منهن زهرة، وأم كلثوم.
الأحداث الرئيسية
بناء على ما ورد عن الدكتور صغير أحمد ضامن علي في قراءته التحليلية لهذه الرواية تدور الأحداث حول أربعة أشخاص -طراد، ونهار، وتوفيق، وناصر- تبدو قصصهم مختلفة وكل قصة مستقلة عن الأخرى، لكنها في الحقيقة تلتقي ويجمعها ذات الشيء؛ إذ يحكي الكاتب قصة طراد البدوي الذي كان يجوب الصحراء وحيدًا، وقد وقع في عراك في أحد الأيام مع أحد قطاع الطرق اسمه نهار، أصبحا بعده صديقين حميمين واتفقا على سرقة القوافل معًا، وقد وصف الكاتب حياتهما معًا في الصحراء بتفاصيلها.
وفي منعطف آخر يروي الكاتب قصة العم توفيق التي تلتقي مع قصة طراد، وكأنهما وجهان لعملة واحدة مع وجود بعض الفوارق، فالعم توفيق تقبض عليه إحدى الجماعات وتسوقه إلى الحجاز لبيعه في سوق العبيد مع عدد من أصدقائه، وفي الطريق يتم الاعتداء عليه، مما يؤثر في رؤيته للناس والحياة، وقد أصبح بعد ذلك يعمل خادمًا في القصور.
العقدة
بناء على ما ورد عن الدكتور صغير أحمد ضامن علي في قراءته التحليلية لهذه الرواية هجم ذئب في أحد الأيام على نهار وقتله بطريقة وحشية، ثم هجم على طراد وقطع أذنه اليسرى، فأصبح أضحوكة القبائل، الأمر الذي جعله يفكر في ترك الصحراء، أما توفيق فقد استفاد من الأمر الملكي بعتق العبيد، فأصبح حرًا وترك القصر، لكنّ المشكلة أنّه لم يكن يُتقن أي عمل.
الحل
بناء على ما ورد عن الدكتور صغير أحمد ضامن علي في قراءته التحليلية لهذه الرواية قرر طراد الانتقال إلى المدينة، وفي طريقه إلى هناك وجد ملفًا فيه معلومات عن شخص لقيط اسمه ناصر عبد الإله لم يكنّ يقلّ في معاناته عن معاناة طراد، فبدأ بقراءة الملف لمعرفة قصته، بينما عاد العم توفيق إلى القصر مؤقتًا حتى يجد عملًا آخر، حتى التحق بإحدى الوزارات وعمل في البداية كمراسل ثم أصبح عامل قهوة.
السمات الفنية في رواية فخاخ الرائحة
يُلاحظ أنّ رواية فخاخ الرائحة تتسم بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، بناء على ما ورد عن الكاتب ناصر سليم الحميدي وغيره من الباحثين في قراءة تحليلية لها، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
- الاعتماد على تقنية التقطيع الحدثي للرواية.
- تداخل الأزمنة والمزاوجة بين الماضي والحاضر في هذه الرواية، مما يعني الاعتماد على تقنية التذكّر في كثير من الأحيان.
- تداخل الأحداث في بعض الأحيان وتشعّب مساراتها.
- استخدام الألفاظ السهلة والجمل البسيطة.
- الوصف الدقيق لحياة الصحراء وطبيعتها.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الاجتماعية: رواية دعاء الكروان، رواية حارسة الظلال.
المراجع
- ↑ ميادة علال، منيرة ضيف، العتبات النصية في رواية فخاخ الرائحة، صفحة 41. بتصرّف.