تعد رواية اللجنة لمؤلفها المصري صنع الله إبراهيم من الروايات الفكرية الكبيرة التي تناولت الواقع بطريقة ساخرة، حسب ما ورد عن الناقدة بديعة الطاهرة في قراءتها التحليلية لها، وقد حازت هذه الرواية على اهتمام واضح من القراء وشغلت حيزًا من دراسات النقاد والدارسين، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.
تحليل رواية اللجنة
حاول الكاتب صنع الله إبراهيم في رواية اللجنة الكشف عن الصراعات المختلفة والظروف التي تعاني منها الشعوب والمجتمعات بصورة عامة، من خلال مثول البطل أمام اللجنة،[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
حسب ما ورد عن الكاتب والباحث جميل حمداوي في قراءته التحليلية لهذه الرواية بهي تحمل عنوانًا مفردًا "اللجنة" يُمهّد لقارئ أنّ الرواية ذات طابع مؤسساتي ورسمي، لكن دون أن يعرف ماهية هذه اللجنة وأفرادها ومهمّتها، والتي سيتم التعرف إليها في المتن الروائي، فهذا العنوان يحمل دلالات رمزية وبُعدًا أعمق من المستوى الظاهر أو المعنى العام.
المكان
وفقًا لما ورد عن الكاتب إبراهيم محمد أبو حماد في قراءته هذه الرواية فإنّ المكان في رواية "اللجنة" غير مألوف قد أضفى عليه الكاتب عنصر التغريب، كما أنه افتقد للخصوصية، وقد اكتفى الكاتب بذكر (المنزل) و(الشارع) و(مقرّ اللجنة).
الشخصيات الرئيسية والثانوية
وفقًا لما ورد عن الناقدة بديعة الطاهرة في قراءتها التحليلية لهذه الرواية تفتقد الشخصيات الواردة فيها للركائز الأساسية التي تجعلها تنتمي إلى صنف معيّن، فكان السرد بضمير المتكلم للراوي المثقف مع الإشارة إلى أعضاء اللجنة بصفات جسدية هزلية دون ذكر أسماء بعينها.
الأحداث الرئيسية
حسب ما ورد عن الكاتب والباحث جميل حمداوي في قراءته التحليلية لهذه الرواية فإن الكاتب يستهلّها بوقوف الراوي أمام أعضاء اللجنة الذين أهانوه كثيرًا بأساليب بشعة، وسؤاله عن الكثير من الأمور، وقد كانت هذه اللجنة ذات صبغة عسكرية بالرغم من مظهرها المدني الذي يتمثل في بعض الشخصيات، إلا أنّ هذا المظهر سرعان ما ينكشف في المُكاشفة المعرفية الثانية.
يشعر الراوي بخوف شديد أمام اللجنة التي طلبت منه أن يرقص ويقوم بأفعال غير أخلاقية مستهينةً بمبادئ حقوق الإنسان، كما ظلّت تحاوره وتسأله عن أمور خطيرة جدًا لها علاقة بالأخلاق والمعرفة العلمية وغيرها من الأمور، وقد حاول الراوي أن يُجيب عن أسئلة اللجنة مُظهرًا براعته في الكلام، بعد ذلك تطلب اللجنة منه أن يُعدّ بحثًا عن شخصية لامعة ومشهورة، فيتردد كثيرًا قبل أن يستقرّ على شخصية معينة، ليختار أن يكون موضوع بحثه "التنقيب في سيرة الدكتور" بطريقة جديدة تتداخل فيها المناهج والعلوم.
العقدة
حسب ما ورد عن الكاتب والباحث جميل حمداوي في قراءته التحليلية لهذه الرواية يتوصل الراوي إلى حقائق ونتائج خطيرة، الأمر الذي يجعل اللجنة تتدخل لوقف هذا البحث الذي أثار لها الكثير من المشكلات، وقد أصبح الراوي مراقبًا من شخص وُصِفَ بـ "القصير"، والذي كان يُنغص عليه حياته ويراقبه في كلّ حركة يقوم بها، حتّى أنّه يعدّ عليه أنفاسه التي تخرج من صدره.
الحل
حسب ما ورد عن الكاتب والباحث جميل حمداوي في قراءته التحليلية لهذه الرواية تستدعي اللجنة الراوي مرة أخرى بعد تخليصه من مراقبه "القصير"، وبعد التبريرات التي قدّمها لأعضائها تنسحب اللجنة ويتركوه ليتآكل ويدمر نفسه.
السمات الفنية في رواية اللجنة
بعد قراءة رواية اللجنة يلاحظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، حسب ما ورد عن الناقدة بديعة الطاهرة في قراءتها التحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
- استخدام لغة رصينة لكنّها هادفة.
- الابتعاد عن التقريرية المباشرة، والتنويع في التقنيات السردية المستخدمة.
- توظيف عنصر السخرية بصورة واضحة في الرواية.
ولقراءة تحليل المزيد من الروايات الواقعية: رواية عساكر قوس قزح، رواية محاولة عيش.
المراجع
- ↑ فتيحة بن ناصر، Naser-Fatiha.pdf السخرية في رواية اللجنة لصنع الله إبراهيم، صفحة 39. بتصرّف.