تعدّ رواية عين الفرس لمؤلفها المغربي الميلودي شغموم من الروايات التي توظف الأسطورة وتمزج بين الواقع والخيال، وقد حظيت باهتمام واضح من القُرّاء وشغلت حيزًا من دراسات النقاد والباحثين، وفي السطور التالية قدمنا لكم ملخصًا موجزًا لهذه الرواية.


تلخيص رواية عين الفرس

سعى الكاتب من خلال رواية "عين الفرس" إلى نقد الواقع والكشف عن همومه ومشكلاته بطريقة ساخرة بالاعتماد على التراث والأسطورة، وسرد الأحداث في زمن المستقبل، لذا فهو يقدم من خلالها رؤيته حول الواقع العربي والمفارقات والتناقضات العديدة التي تعيشها الشعوب العربية، داعيًا إلى ضرورة تغيير هذا الواقع.


وقد اكتست الرواية بالغموض بدءًا من عنوانها الذي قد يُدخل القارئ في دوامة من الحيرة واللُبس حول كُنهه ودلالته الحقيقية، لكن يتضح بعد الغوص في أعماق الرواية أنّ "عين الفرس" هو مكان أسطوري شكّل الفضاء الرئيس الذي درات فيه الأحداث، وقد تضمنت الرواية العديد من الشخصيات التي كان لها أثر في تحديد مسار الأحداث وتطورها، وقسمت إلى شخصيات رئيسية مثل محمد بن شهرزاد الأعور والشاب حميد وغيرهما، وأخرى ثانوية مثل صالح والصياد والمهدي وغيرها من الشخصيات.


وتحكي الرواية قصة مدينة "عين الفرس" التي يسكنها الفقراء والبسطاء من الناس وتقع ضمن حكم الأميرال، وفيها أسطورة ملعونة تُعرف باسم "البسطيلة"، وهي طعام يحلم به أهل عين الفرس الجِياع فاستسلموا للأوهام والنبوءات، فسيحكي السارد للقارئ أحداثًا غريبة تشهدها هذه المدينة، كقصة حميد الذي دفع الطاهر بومعزة وزوجته الجائعين بسبب الفقر إلى الهلاك في البحر بعد أن أوهمهما بوجود البسطيلة في قاع البحر ووجود كنوز وخيرات أخرى كانت تدل عليها الأشعة الغريبة التي تصدر من البحر.


كانت تلك الأسطورة الملعونة سبب هلاك الكثير من شبان مدينة "عين الفرس" في البحر، وأصبح أهل المدينة يمارسون الكثير من الطقوس والخرافات ويقدمون القرابين وأصبحوا على استعداد لفعل كل ما هو غير منطقي من أجل عودة من فُقدوا، لكن يتّضح فيما بعد أنّ تلك الأسطورة لم تكن إلا طريقة استبدادية وظالمة من السلطة تجاه أبناء "عين الفرس" بهدف إحكام سيطرتها وبسط نفوذها.


وتنتهي الرواية برسائل تحمل في طياتها شيفرة خاصة يوجهها الكاتب إلى مختلف الشعوب العربية بهدف توعيتهم وتوسيع مداركهم، ويدعو فيها إلى عدم الاعتماد على الخرافات والأساطير والأمور التي لا فائدة منها من أجل إثبات الوجود وتقرير المصير، وإنما ضرورة اللجوء إلى العلم لحل مشكلاتهم.


السمات الفنية في رواية عين الفرس

تتسم رواية عين الفرس بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، من ضمنها ما يأتي ذكره:

  • الاعتماد بصورة أساسية على التراث والخرافات كطريقة غير مباشرة في إيصال الفكرة التي أراد الكاتب التعبير عنها.
  • تعدد الرواة والتقنيات السردية المستخدمة في الرواية.
  • القدرة على المزج بين الواقع والخيال بطريقة فنية مُحكمة.
  • استخدام لغة محملة بالدلالات وصبغ الشخصيات بطابع الغرابة والعجائبية.
  • اتباع أسلوب الحكاية على غرار حكايات ألف ليلة وليلة.


ولقراءة ملخص وتحليل المزيد من الروايات التي توظف الأسطورة: رواية صخرة طانيوس، رواية نزيف الحجر.