تطرح رواية أم سعد لمؤلفها الفلسطيني غسان كنفاني السؤال حول تخييل الرمز الشعبي والبطل القومي في السرد العربي، وفقًا لما ورد عن الكاتب رياض خليف في قراءته التحليلة لها، وقد حازت هذه الرواية على اهتمام واضح من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.


تحليل رواية أم سعد

يُشار إلى أنّ الكاتب غسان كنفاني في روايته هذه حاول أن يقدّم لوحةً نضاليةً عن تجربة العيش في المخيمات الفلسطينية وسط القتال، مُستعينًا بشخصية أم سعد مثال المرأة الفلسطينية المُقاوِمة،[١] ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:


العنوان

وفقًا لما ورد عن الكاتب رياض خليف في قراءته التحليلة لهذه الرواية فقد استولى العنوان "أم سعد" على الشخصية الرئيسية فيها، الأمر الذي جعل القارئ يتهيأ لقراءة قصة امرأة مُقاومِة ولها حضور استثنائي.


المكان

تدور الأحداث في رواية "أم سعد" في أحد المخيمات الفلسطينية، وقد صوّر الكاتب طبيعة الحياة في المخيمات ومعاناة سكانها من خلال شخصية أم سعد التي اختزلت صفات الشعب الفلسطيني.[٢]


الشخصيات الرئيسية

تدور الأحداث في رواية أم سعد حول شخصية محورية رئيسية واحدة، وهي:[٣]

  • أم سعد: هي امرأة فلسطينية مُناضلة، تمثل الطبقة الفقيرة من الشعب الفلسطيني، وقد كانت تحمل هموم الوطن وتجسّد صورة المرأة الرافضة للذل.


الشخصيات الثانوية

تدور الأحداث في رواية أم سعد بين عدد من الشخصيات الثانوية، حسب ما ورد عن الباحث رائد الحواري في قراءته التحليلية لهذه الرواية، وهي:[٤]

  • أبو سعد.
  • سعد.
  • ابن العم.
  • عبد المولى.
  • أم ليث.
  • سعيد.
  • ليث.
  • حسن.
  • المختار.


الأحداث الرئيسية

وفقًا لما ورد عن الدكتور محمد حسين عبد الرحيم في قراءته التحليلية لهذه الرواية تبدأ الأحداث عند سماع نبأ الهزيمة على الراديو، ويحكي الكاتب قصة أم سعد المرأة الفلسطينية التي تعيش في المخيم وتعمل في تنظيف البيوت مقابل نقود معدودة، ولم تفقد صبرها بعد الهزيمة، كما كانت تأمل أن تعود يومًا إلى وطنها وتتخلص من هذه الحياة البائسة، وقد ظلّت أم سعد تدعم أبناءها وتشجّعهم على العمل الفدائي والمُقاومة.


العقدة

وفقًا لما ورد عن الدكتور محمد حسين عبد الرحيم في قراءته التحليلية لهذه الرواية يُصبح سعد فدائيًا بعد الهزيمة عام 1967م، ويبدأ أخوه سعيد بالتدرب على القتال، وأمّهما فخورة بهما وبمقاوتهما، كما يتغير أبو سعد ويُصبح إيجابيًا بعد أن كان رجلًا محبطًا يجلس في المنزل بلا هدف ويُراقب الحياة وهي تمضي.


الحل

وفقًا لما ورد عن الكاتب أحمد مصطفى جابر في قراءته التحليلية لهذه الرواية ينتهي هذا العمل بالحديث عن العود الجاف وقد اخضرّ وأزهر كما اخضرّ المخيمّ وأزهر عند خروج أم سعد من المكان، إذ ينهض المخيم وينتفض على البؤس مُعلنًا رفض الهزيمة، وقد سعى الكاتب من خلال هذه النهاية إلى ترسيخ الانطباع النهائي عند القارئ وتأكيد الصورة النموذجية لأم سعد بانتمائها إلى الوطن والشعب، وقد جاء العود الأخضر رمزًا وإشارةً إلى أنّ خلاص الشعب الفلسطيني سيكون من داخله من خلال الجيل الجديد.[٥]


السمات الفنية في رواية أم سعد

يُشار إلى أن رواية أم سعد تمتاز بعدد من الخصائص والسمات الفنية، حسب ما ورد عن الباحث رائد الحواري في قراءته التحليلية لهذه الرواية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:

  • استخدام لغة بسيطة وقريبة من فهم القارئ.
  • تضمين الرواية بعض العبارات العامية بهدف خدمة النص والفكرة التي يُريد الكاتب طرحها.
  • عرض أحداث الرواية بأسلوب ومنهج خاص بالكاتب وبعيد عن التقليد.
  • انسجام نص الرواية مع عنوانها.
  • تكرار الرمزية في العديد من مواضِع الرواية.


ولقراءة تحليل المزيد من الروايات التي تناولت القضية الفلسطينية: رواية أرض البرتقال الحزين، رواية بينما ينام العالم.

المراجع

  1. أحمد هاشم السامرائي، استنطاق المجهول قراءة في تراث الأديب غسان كنفاني، صفحة 11. بتصرّف.
  2. أحمد بن سعيد العدواني، النهايات السردية في روايات غسان كنفاني، صفحة 25. بتصرّف.
  3. هيام عبد الكاظم إبراهيم، الشخصية في قصص وروايات غسان كنفاني، صفحة 11. بتصرّف.
  4. أحمد بن سعيد العدواني، النهايات السردية في روايات غسان كنفاني، صفحة 27. بتصرّف.
  5. أحمد بن سعيد العدواني، النهايات السردية في روايات غسان كنفاني، صفحة 26. بتصرّف.